عند الله. وقال شعيا أيضا : «إنا سمعنا من أطراف الأرض صوت محمد» وهذا إفصاح باسمه صلىاللهعليهوسلم ، فليرنا أهل الكتاب نبيا نصت الأنبياء على اسمه وصفته ونعته وسيرته وصفته أمته وأحوالهم سوى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟!
(فصل الوجه الخامس والعشرون) قول حبقوق في كتابه : «إن الله جاء من اليمن ، والقدوس من جبال فاران ، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد ، وامتلأت الأرض من حمده ، وشاع منظره مثل النور ، يحوط بلاده بعزة ، تسير المنايا أمامه ، وتصحب سباع الطير أجناده ، قام يسمح الأرض فتضعضعت له الجبال القديمة وانخفضت الروابي ، فتزعزعت اسوار مدين ، ولقد حاز المساعي القديمة» ثم قال : «زجرك في الأنهار ، واحتدم صوتك في البحار ، ركبت الخيول ، وعلوت مراكب الأتقياء ، وستنزع في قسيك اعراقا ، وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء ولقد رأتك الجبال فارتاعت ، وانحرف عنك شؤبوب السيل ، وتغيرت المهاري تغييرا رفعت أيديها وجلا وخوفا ، وسارت العساكر في فريق سهامك ولمعان نيازك تدوخ الأرض وتدوس الأمم ، لأنك ظهرت لخلاص أمتك ، وإنقاذ تراث آبائك» فمن رام صرف هذه البشارة عن محمد فقد رام ستر الشمس بالنهار وتغطية البحار ، وانى يقدر على ذلك وقد وصفه بصفات عينت شخصه وأزالت عن الحيران لبسه؟!! بل قد صرح باسمه مرتين ، حتى انكشف الصبح لمن مكان ذا عينين ، وأخبر بقوة أمته وسير المنايا أمامهم واتباع جوارح الطير آثارهم ، وهذه النبوة لا تليق إلا بمحمد صلىاللهعليهوسلم ولا تصلح إلا له ولا تنزل إلا عليه ، فمن حاول صرفها عنه فقل حاول صرف الأنهار العظيمة عن مجراها ، وحبسها عن غايتها ومنتهاها ، وهيهات ما يروم المبطلون والجاحدون ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون فمن الذي امتلأت الأرض من حمده وحمد أمته لله في صلواتهم وخطبهم وأدبار صلواتهم وعلى السراء والضراء وجميع الأحوال سواء؟! حتى سماهم الله قبل ظهورهم الحمادين! ومن الذي كان وجهه كأن الشمس والقمر يجريان فيه في ضيائه ونوره؟!
قد عود الطير عادات وثقن بها |
|
شاهده في وجهه ينطق |
لو لم يقل إني رسول أما |
|
فهن يتبعنه في كل مرتحل |