فنظر في إحدى منخريّ ثم في الأخرى فقال : أرى في إحداهما نبوة وفي الأخرى ملكا ، وإنّا نجد ذلك في زهرة ، فما هذا؟
قلت : لا أدري.
قال : ألك شاعة (١)؟
قلت : ما الشاعة (٢)؟
قال : زوجة.
قلت : لا.
قال : فإذا قدمت بلدك فتزوج إلى زهرة (٣).
قال (٤) : فعمد عبد المطلب فتزوج بهالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة (٥) ، فولدت له حمزة ، وصفية ، ثم زوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة.
قالت قريش : فولج عبد الله على آمنة فولدت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم قيضت له حليمة بنت أبي ذؤيب وذلك على عامة الناس.
[سابعا : حديث حليمة وما رأت في اليقظة والمنام]
فكانت حليمة تحدث بأن الناس كانوا زمن «مولد» (٦) رسول الله في شدة شديدة ،
__________________
(١) في (أ، ج ، د) : لك شاعة ، والشاعة : بالشين المعجمة ، والعين المهملة ، وردت في بعض النسخ بالمعجمة ، والشاعة هي الزوجة ، وسميت بذلك لأنها تشايع أي تتابع وتناصر زوجها. وفي أمالي أبي طالب (شافه ، الشافه).
(٢) نهاية صفحة [١٧ ـ أ].
(٣) الرواية في البداية والنهاية (٢ / ٢٥١) بلفظه : وروى الإمام أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن ابن عوان عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال : إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء فنزل على حبر من اليهود قال : فقال لي رجل من أهل الديور ... إلخ.
(٤) أي : يعقوب بن محمد النهري بسنده السابق.
(٥) هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، وقيل : هالة بنت وهيب ، وفي سيرة ابن هشام ونسب قريش : أهيب. أمها : العبلة بنت عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي. انظر : نسب قريش (١٧ ـ ١٨) ، جمهرة أنساب العرب ص (١٥) ، أمالي أبي طالب (٣٥٨).
(٦) ساقط في (أ، ج ، د).