ولعبد الله عشرون سنة وقيل : تسعة عشر (١).
فرثاه وهب بن عبد مناف أبو أمه فقال (٢) :
ذهب الذي يرجى لكل عظيمة |
|
ولكل نائبة يكون ممحضا |
ورث المكارم عن أبيه وجده |
|
عمرو وخال غير نكس مجهضا |
[وفاة جده (ص)]
قال : وعمّر عبد المطلب (٣) مائة وعشرين سنة (٤).
ثم حضرته الوفاة ولرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمان سنين (٥) فجمع بنيه وبناته ، وهم عشرة بنين وست بنات : الحارث وهو أكبر ولده وبه كان يكنى ، والزبير وحجل والمقوّم وضرار وحمزة وأبو لهب والعباس وأبو طالب وعبد الله وكان أصغر ولده.
ومن البنات : عاتكة وبرة ، وصفية وأمامة ، وقيل : أميّة وأروى وأم حكيم البيضاء.
فقال : يا بنيّ ويا بناتي ، قد اعتللت عللا كثيرة فما وجدت كهذه ، فإذا أنا مت ورصفتم علي الجنادل (٦) وحثوتم علي التراب فأيكم يكفل حبيبي محمدا بعدي؟
فما منهم أحد إلّا قال : أنا أكفله ، فقام إليه ابنه الحارث وقال : يا أبتاه إنا لا نأمن إذا كفله أحدنا أن لا يرضى محمد به.
__________________
(١) وقيل : (٢٥) سنة ، و (٢٦) ، و (٢٨) سنة. انظر : الكامل في التاريخ لابن الأثير (٢ / ٥) ، البداية والنهاية (٢ / ٢٦٣).
(٢) في (ب) : أبو آمنة فقال.
(٣) نهاية صفحة [٢٢ ـ أ].
(٤) اختلف في عمره ، وكم كان مبلغ سنه حين وفاته فقيل : (٩٥) ، وقيل : (١٢٠) ، وقيل : (١٤٠) ، وقيل : (٨٢) ، وقيل :
(١٤٤) ، وقد توفي في نحو سنة (٤٥ قبل الهجرة ، أي نحو ٥٧٩ م). انظر : تاريخ بن الأثير (٢ / ٤) ، الطبري (٢ / ١٧٦) ، تأريخ الخميس (١ / ٢٥٣) ، اليعقوبي (١ / ٢٠٣).
(٥) يؤكد هذا القول أن أحدهم سأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا رسول الله أتذكر موت جدك عبد المطلب؟ قال : «نعم ، وأنا يومئذ ابن ثمان سنين» ، وعن أم أيمن أنها كانت تحدث أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يبكي خلف سرير عبد المطلب ، وهو ابن ثمان سنين ، ودفن بالحجون عند جده زيد. السيرة الحلبية (١ / ١١٢ ـ ١١٣).
(٦) الجنادل : الحجارة.