لله أي مذبب عن حومة |
|
أعني ابن فاطمة المعمّ المخولا |
جادت يداك لهم بعاجل طعنة |
|
تركت طليحة للجبين مجدلا |
وعللت سيفك بالدماء ولم |
|
لترده ظمآن حتى ينهلا |
[ذكر فاطمة بنت أسد]
ثم إن فاطمة بنت أسد (١) أسلمت أحسن إسلام ، وصلّى عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١١] كما أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أبي قتيبة القنوي بالكوفة ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان الخواصّ [قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو صالح الخزاعي ، عن قدامة عن سعيد بن طريف عن] (٢) الأصبغ بن نباته ، عن علي عليهالسلام قال : إنه لما ماتت أمي جئت إلى النبي صلىاللهعليهوآله وآله وسلّم وقلت : إن أمي فاطمة قد ماتت.
فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنا لله وإنا إليه راجعون» وأخذ عمامته ودفعها إليّ وقال : «كفنها فيها ، فإذا وضعتها على الأعواد فلا تحدثن شيئا حتى آتي».
فأقبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المهاجرين وهم يمشون قدامه لا ينظرون إليه إعظاما له حتى تقدم
__________________
(١) هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، أول هاشمية تزوجها هاشمي ، وهي أم سائر ولد أبي طالب ، كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة الأم ، ربي في حجرها ، كما كان صلىاللهعليهوآلهوسلم شاكرا لبرها ، وكان يدعوها أمي ، وكانت تفضله على جميع أولادها في بالبر والإحسان ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصبحون شعثا ، ويصبح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كحيلا دهينا ، روى الحاكم في المستدرك بسنده أنها كانت بمحل عظيم من الإيمان في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أسلمت بعد عشرة من المسلمين ، وكانت الحادي عشر ، كما كانت أول امرأة بايعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من النساء ، هاجرت إلى المدينة وتوفيت بها ، ولما توفيت كفنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قميصه ، وأمر من يحفر قبرها فلما بلغوا لحدها وضعها بيده واضطجع فيه ، وقال : اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها ، فقيل : يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد قبلها ، فقال : «ألبستها قميصا لتلبس ثياب الجنة ، أو قال : هو أمان لها يوم القيامة ، أو قال : ليدرأ عنها هوام الأرض واضطجعت في قبرها ليوسعه الله عليها ، وتأمن ضغطة القبر ، إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا إلي بعد أبي طالب» ، ولدت طالبا وهو أول هاشمي ولد من هاشميين ، خرج يوم بدر مع المشركين كارها ولم يعرف له خبر ولا عقب له ، وعقيلا ، وجعفرا وعليا وكل واحد أسن من الآخر بعشر سنين وأم هاني واسمها فاجئة. انظر : أعيان الشيعة (١ / ٣٢٥) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ١١٨) ، الاستيعاب (٤ / ١٨٩١) ، أسد الغابة (ت ٧١٧٦) ، الإصابة ، أعلام النساء (٤ / ٣٣).
(٢) ورد في الأصل : يرفعه إلى ...؟ وقد أثبتنا السند للإفادة والتوثيق ، والسند وخبره ذكرهما صاحب أمالي أبي طالب ص (٤٢).