شريكا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلذلك قال له بعد ما بعث : ألم تكن شريكي في الجاهلية؟
قال : بلى بأبي أنت وأمي فنعم الشريك ، كنت لا تماري ولا تداري.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فانظر الأخلاق الحسنة التي صنعتها في الجاهلية فاصنعها في الإسلام ، أقري الضيف ، وأحسن إلى اليتيم ، وأكرم الجار» (١).
[زواجه (ص) بخديجة]
[١٢] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحديدي بإسناده عن سعيد بن جبير قال : كان لنساء قريش عيد يجتمعن فيه في المسجد الحرام ، فاجتمعن فيه في يوم عيدهن ، فأتاهن يهودي فقال : معاشر نساء قريش ، يوشك أن يبعث فيكم نبي ، فأية امرأة منكن استطاعت أن تكون له أرضا يطؤها فلتفعل.
فحصبنه وطردنه ، ووقع ذلك القول في قلب خديجة عليهاالسلام (٢) ، وكان لها غلام يقال له : ميسرة ، يختلف بالتجارة ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخرج معه في سفره ، وكان إذا دنا من مكة بعث إلى خديجة فأعلمها بما كان في سفرهم ، وكان لها مشرفة (٣) فكانت إذا كان أوقات قدومه تجلس فترى من يطلع من عقبة المدينة ، فجلست فيها في يوم صائف فطلع رجل من العقبة في يوم حار وأقبل على رأسه سحابة قدر ما تظله لا ترى في السماء سحابة غيرها.
فلما نظرت قالت : لئن (٤) كان ما قال اليهودي حقا ما أظنه إلّا هذا الرجل.
__________________
(١) أخرجه أبو نعيم عن مجاهد ، واستدل به السيوطي في الخصائص الكبرى (١ / ٩١) ، وصاحب السيرة الحلبية (١ / ١٣٦ ـ ١٣٧) ، وابن عبد البر في الاستيعاب (٢ / ١٤٠ ـ ١٤١) ، الإصابة في الترجمة (٣٠٧٢) ، أسد الغابة (ت ١٩١١). جميعهم بدون : «فينظر الأخلاق ... وأكرم الجار». والذي أوردوه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نعم الخليط أو الشريك ، كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري». وقد اختلفت الروايات في ذلك.
(٢) انظر السيرة الحلبية (١ / ١٣٩).
(٣) المشرفة : المكان المرتفع العالي.
(٤) نهاية الصفحة [٢٨ ـ أ].