رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ، وفي المدينة عشرا ، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة (١).
وفي غير هذا الحديث (٢) : أنه قرن معه إسرافيل ثلاث سنين ، لا يظهر شيئا مما أنزل الله ، ثم قرن معه جبريل (٣) وأمر بإظهاره في قوله عزوجل : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر : ٩٤] (٤) ، ثم نسخت آية القتال الإعراض (٥) عنهم.
فنزل جبريل عليهالسلام بالقرآن عشر سنين بمكة وعشر سنين بالمدينة ؛ فما ذكرت فيه الأمم والقرون والأنبياء فإنه نزل بمكة ، وكل ما فبه الفرائض والجهاد والحدود فبالمدينة (٦).
وقيل : أفصح العرب بنو معاوية بن بكر (٧) ، الذين أرضعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
«فنزل القرآن بلغتهم ؛ إذ كان صلىاللهعليهوآلهوسلم تعلم فيها» (٨)
__________________
(١) اختلف العلماء في مقامه بمكة بعد أن أوحي إليه ، فقال أنس وبن عباس من رواية أبي سلمة عنه ، وعائشة : إنه أقام بمكة عشر سنين ، ومثلهم قال من التابعين ابن المسيب والحسن ، وعمرو بن دينار ، وقيل : أقام ثلاثة عشرة سنة ، قال ابن عباس من رواية أبي حمزة وعكرمة أيضا عنه : ولعل الذي أقام عشر سنين أراد بعد إظهار الدعوة ، فإنه بقي سنين يسيرة. الكامل في التاريخ لابن الأثير (٢ / ٧٦) ، وانظر : البداية والنهاية (٣ / ٤) وما بعدها ، أمالي أبي طالب ص (٤٥).
(٢) في (أ، د) : الخبر.
(٣) عن داود بن أبي هند ، عن عامر أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة ، وكان معه اسرافيل ثلاث سنين ، ثم عزل عنه إسرافيل وأقرن به جبريل عشر سنين بمكة وعشر سنين مهاجره بالمدينة ، فقبض رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة. اينظر : طبقات ابن سعد (١ / ١٤٩ ـ ١٥٠) ، السيرة الحلبية (١ / ٢٣٦) ، دلائل النبوة (٢ / ١٣٢) ، البداية والنهاية (٣ / ٤) ، الخصائص الكبرى للسيوطي (١ / ١٢٣).
(٤) انظر : الخصائص الكبرى للسيوطي (١ / ١٢٣) ، دلائل النبوة (١ / ٣١٦).
(٥) نهاية الصفحة [٣١ ـ أ] آية القتال هي قوله تعالى : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) ، انظر تفسير الطبري (٤ / ١٩٩ ـ ٢٠٠).
(٦) أخرج البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس قال : (بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأربعين سنة ، فمكث بمكة (١٣) يوحى إليه ، ثم أمر بالهجرة ، فهاجر عشر سنين ، ومات نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ابن (٦٣) سنة) ، وأخرجه أيضا البخاري في : (٦٣) مناقب الأنصار (٤٥) باب هجرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حديث (٣٩٠٢) ، فتح الباري (٧ / ٢٢٧). انظر : دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ١٢٩) وما بعدها ، السنن الكبرى للبيهقي أيضا (٤ / ٢٩٣) ، الخصائص الكبرى للسيوطي (١ / ١١٨ ـ ١٢٢).
(٧) بنو معاوية بن بكر : بطن من هوازن من قيس عيلان ، من العدنانية ، وهم بنو معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، وفيهم بطون كثيرة منهم : بنو نصر بن معاوية بنو خشم بن معاوية ، بنو سلول ، بنو مرة بن صعصعة ، وبنو عامر بن صعصعة بن معاوية ، ومعاوية بن بكر : جد جاهلي ، مات قتيلا ، فجعل عامر بن الظرب العدواني ديته مائة من الإبل. قال ابن حزم : وهي أول دية قضى فيها بذلك من نسله بنو نصر بن معاوية ، وغيرهم ، وهم كثيرون جدا. انظر : معجم القبائل العربية (٣ / ١١١٧) ، الأعلام (٧ / ٢٦٠) ، تاريخ ابن خلدون (٢ / ٣١٠) نهاية الأرب للنويري (٢ / ٣٣٥) ، جمهرة الأنساب (٢٥٢ ، ٢٥٧).
(٨) ساقط في (أ).