[صفة مدخله ومجلسه ومخرجه (ص)]
[أولا : مدخله (ص)]
وسأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله ، فلم يدع منه شيئا.
قال الحسين بن علي عليهالسلام : سألت أبي عن دخول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : كان دخوله صلىاللهعليهوآلهوسلم مأذونا له (١) في ذلك ، فكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءا لله (٢) وجزءا لأهله ، وجزءا لنفسه ، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك على العامة بالخاصة ، ولا يدخر عنهم شيئا.
قال أبو غسان أو قال أبو جعفر : (٣) فشككت (٤) ، فكان (٥) من سيرته في جزء الأمة : إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمته على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، يتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألتهم عنه ، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول : «ليبلغ الشاهد الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع
__________________
(١) في (ب ، ج ، د) : كان دخوله عليهالسلام لنفسه مأذونا له.
(٢) نهاية الصفحة [٥١ ـ أ].
(٣) أبو غسان ، أو قال أبو جعفر : بل هو أبو غسان وليس أبو جعفر واسمه : أبو غسان ، مالك بن إسماعيل بن درهم ، ويقال : ابن زياد بن درهم ، أبو غسان النهدي ، مولاهم الكوفي الحافظ ابن بنت حماد بن أبي سليمان ، قال ابن سعد : وكان أبو غسان صدوقا شديد التشيع ، وعدّه ابن شاهين في الثقات ، قال عثمان بن أبي شيبة : أبو غسان صدوق ثبت متقن إمام من الأئمة ، وقال ابن معين : ثقة ، وقال العجلي : ثقة وكان صحيح الكتاب ، وقال الذهبي في الميزان : ذكره ابن عدي واعترف بصدقه وعدالته ، انظر : تهذيب التهذيب (١٠ / ٣ ـ ٥) ت (٦٧٢٢) ، التقريب (٦٤٤٣) ، وتهذيب الكمال (٢٧ / ٨٦) ، سير أعلام النبلاء (١٠ / ٤٣٠) وفيه : توفي في ربيع الآخر سنة (٢١٩ ه) ، طبقات ابن سعد (٦ / ٤٠٤ ـ ٤٠٥). أما أبو جعفر : فلعله أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم ، يقال : اسمه عيسى بن أبي عيسى ماهان ، وقيل : عيسى بن أبي عيسى عبد الله ماهان ، كان زميل النهدي إلى مكة ، انظر : تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٩ ـ ٥٠) ت (٨٣٤٧) ، وينظر أيضا نفس المصدر من كنيته كذلك ص (٤٨ ـ ٥٢) ، من الترجمة (٨٣٤٥ ، وحتى ٨٣٥٢).
(٤) فشككت : أي في صحة هذه المقولتين «فيرد ذلك على العامة والخاصة ولا يدخره» ، أو أو يذخر عنهم شيئا ، وفي رواية الحسن بن محمد العلوي (ت ٣٥٨ ه) : «ولا يدخر عنهم شيئا».
(٥) في (ب) : وكان.