[وفاة خديجة عليهاالسلام وأبي طالب] (١)
[٨٦] أخبرنا (٢) أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن ابن إسحاق عن أصحابه أن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد ، وذلك قبل هجرة النبي صلىاللهعليهوآله (٣) وسلّم إلى المدينة بثلاث سنين ، فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة ، وكانت في أمره وزيرة صدق على الإسلام يسكن إليها.
ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله ما لم تكن تناله في حياة أبي طالب (٤).
قال ابن إسحاق : (٥) وحدثني هشام بن عروة عن أبيه أن سفيها من سفهاء قريش نثر على رسول الله ترابا فدخل بيته ، فقامت إحدى بناته تغسل عنه التراب وتبكي.
فقال رسول الله : «يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك» ، ثم قال : «ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب» (٦).
__________________
(١) توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وتوفي أبو طالب بعدها بخمس وثلاثين ليلة ، وقيل : بل توفيت بعده بثلاثة أيام ، وأن وفاته كانت بعد نقض الصحيفة بثمانية أشهر وواحد وعشرين يوما ، انظر : دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٣٤٠ ـ ٣٥٣) ، وسيرة ابن هشام (٢ / ٥٧ ـ ٦٠) ، سيرة ابن إسحاق (٢٢٠ ـ ٢٢٩) ، الرحيق المختوم (١١٢ ـ ١١٣) ، البداية والنهاية (٣ / ١٢٧) وما بعدها.
(٢) السند هو : حدثنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران ، عن سلمة ، عن محمد بن إسحاق.
(٣) نهاية الصفحة [٨٩ ـ أ].
(٤) يسمى العام الذي توفي فيه أبو طالب وخديجة (ع) بعام الحزن ؛ إذ أنه في السنة العاشرة من البعثة توفي الأول : ـ أبو طالب ـ وبوفاته فقد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نصيرا قويا عزيزا وفيا ، كان نعم الحامي والمدافع ورائد قوافل التضحية والفداء في سبيل ابن أخيه وسبيل الحق والدين الجديد ، ثم بعد وفاته بمدة وجيزة ـ قيل : بثلاثة أيام ، وقيل : بعده بحوالي شهر توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد صلوات الله وسلامه عليها ، والتي تعتبر أفضل أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحسنهن سيرة وأخلاقا وأفضلها إلى قلبه. انظر : السيرة الحلبية (١ / ٣٤٦) ، السيرة لابن كثير (٢ / ١٣٢) ، البداية والنهاية (٣ / ١٢٧) ، التنبيه والإشراف (٢٠٠) ، وصحيح البخاري (٢ / ٢٠٢) ، كتاب عائشة للعسكري (٤٦) وما بعدها ، سيرة مغلطاي (٢٦) ، تاريخ الخميس (١ / ٣٠١) ، المواهب اللدنية (١ / ٥٦) ، السيرة النبوية لدحلان (١ / ١٣٩) ط دار المعرفة ، أسنى المطالب (٢١) ، ينابيع المودة (١ / ١٦٧ ـ ١٦٨) ، وقد توفيت خديجة عليهاالسلام في شهر رمضان لعشر خلون منه قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل : توفيت سنة عشر ـ كما سبق ـ بعد خروج بني هاشم من الشعب ، ودفنت بالحجون ، ولم تكن صلاة الجنازة قد شرعت.
(٥) أي : محمد بن إسحاق صاحب السيرة ، وهو راوي الرواية السابقة ، والسند هو : حدثنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران ، عن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه.
(٦) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢) ، وابن إسحاق (ص ٢٢٣).