حرب بغلام له أسود يدعى ريحان ، «وبعثه» (١) خلفه ليقتله ، فخرج ولحق سويدا بعقبة الطائف ، فدلى عليه حجرا فقتله رحمة الله عليه.
فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما لريحان قطع الله يده عاجلا».
فاستقبله جمل بمكة لبني عوف فالتقم يده اليمنى حتى قطعها من المرفق ، ولم ير قادمه حتى مات.
[ثانيا : عرضه (ص) نفسه على القبائل وأول اجتماع له بالأنصار] (٢)
فلم يزل عليهالسلام بمكة يعرض نفسه في المواسم وبمنى على القبائل ، حتى إذا أراد الله تعالى إعزاز دينه خرج صلىاللهعليهوآلهوسلم يعرض نفسه كما كان يصنع ، فبينما هو عند العقبة إذ بستة نفر من الخزرج من المدينة ، فدعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن.
قال بعضهم لبعض : أتعلمون!؟ والله إنه النبي الذي وعدكم أهل الكتاب. فأجابوه وآمنوا به ، وانصرفوا إلى يثرب (٣) وتحدثوا بأمره صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
__________________
(١) في الأصل : وبعثه ، والصحيح ما أثبتناه لاستقامة المعنى.
(٢) كان عرضه صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسه على القبائل من العرب بقصد حمايته ومناصرته على ما جاء به من الحق المبين ، وكان صلوات الله عليه وعلى آله قد أخفى رسالته ثلاث سنوات ثم صدع بها في الرابعة ، ودعا إلى الإسلام عشر سنين يوافي الموسم كل عام يتبع الحجاج في منازلهم بمنى. انظر : السيرة الحلبية (٢ / ٢ ـ ٤١) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٢٢) وما بعدها ، الثقات لابن حبان (١ / ٨٩ ـ ٩١) ، بهجة المحافل (١ / ١٢٨) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٦٣ ـ ٦٩) ، حياة محمد هيكل (١٥٢) ، السيرة النبوية لدحلان (١ / ١٤٧) ، الروض الأنف (١ / ١٨٠) ، البداية والنهاية (٣ / ١٣٩ ، ١٤٠) ، دلائل النبوة لأبي نعيم (١٠٠) ، حياة الصحابة للكاندهلوي (١ / ٦٩ ـ ٨٦) ، (وينظر فهارسه) ، البداية والنهاية (٣ / ١٣٨) وما بعدها.
(٣) نهاية الصفحة [٩٢ ـ أ].
(٤) في سيرة ابن هشام : قال بعضهم لبعض : يا قوم ، تعلمون والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه. سيرة ابن هشام (٢ / ٧٠). والستة النفر من الخزرج انظر : سيرة ابن هشام (٢ / ٧١ ـ ٧٣) ، السيرة الحلبية (٢ / ١٤) وما بعدها ، حياة الصحابة للكاندهلوي (١ / ٧٩ ـ ٨١) دلائل النبوة لأبي نعيم (١٠٥) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٣٠) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (١ / ٢١٩) ، تاريخ الطبري (٢ / ٨٦) ، تاريخ الإسلام للذهبي (٢ / ١٩٢) ، البداية والنهاية (٣ / ١٤٥).