والحديبية (١) ، وتبوك ، وحمراء الأسد (٢).
[ثالثا : سراياه]
وأما سراياه فأولها سرية حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر في ثلاثين راكبا بعد تسعة أشهر بعد مقدمه المدينة (٣).
[٩٨] [أخبرنا الحسن بن محمد الجوسقي ، قال : حدثني أبو محمد الأنصاري ، قال : حدثني عمارة بن زيد ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد الزهري عن محمد بن إسحاق ، قال] (٤) :
١ ـ أولها سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف (٥) إلى رابغ ، على عشرة أميال من الجحفة (٦).
__________________
(١) اسم بئر قريبة من مكة ، وطريق جدة وهي على تسعة أميال من مكة ، وكانت في السنة السادسة من الهجرة ، انظر : الواقدي (٢ / ٥٧١) ، ابن سعد (٢ / ٧٢) ، السيرة الحلبية (٣ / ٦١) ، ابن هشام (٢ / ٢٢٦ ـ ٢٣٣).
(٢) وهي على ثمانية أميال ، وقيل : عشرة من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة ، وكانت يوم الأحد لثمانية من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره ، انظر : طبقات ابن سعد (٢ / ٣٧) ، الواقدي (١ / ٣٣٤) ، ابن هشام (٢ / ١٤٤) ، السيرة الحلبية (٢ / ٢٥٧).
(٣) كانت سرية حمزة في رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجره ، وهو أول لواء عقده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن قدم المدينة ؛ إذ بعثه في ثلاثين راكبا شطرين خمسة عشر من المهاجرين ، وخمسة عشر من الأنصار ، وكان الهدف من هذه السرية الاعتراض لعير قريش القادمة من الشام ، وكان في تلك العير أبو جهل في ثلاثمائة راكب من أهل مكة ، ولم يبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد هذه السرية أحدا حتى غزا بنفسه إلى بدر ، انظر : دلائل النبوة (٣ / ٨) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (٢ / ٣ ـ ٤) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤) ، الواقدي (١ / ٩) ، الطبري (٢ / ١٢١) ، الدرر (٩٦) ، البداية والنهاية (٣ / ٢٣٤) ، سبل الهدى (٤ / ٢٥) ، السيرة الحلبية (٣ / ١٥٢).
(٤) في أصولي : قال ابن إسحاق ... ، والسند هو كما أثبتناه.
(٥) ورد في الأصل : عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، وهو تصحيف ، والصواب أنه : عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. هو عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي ، كان أحد السابقين الأولين ، أسن من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعشر سنين ، وعقد له لواء ، فكان كما قيل : أول لواء عقد في الإسلام. توفي بالصفراء ـ فوق ينبع مما يلي المدينة ـ في العشر الأخير من رمضان سنة (٢ ه) ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٢٥٦) ومصادره.
(٦) كانت إلى بطن رابغ في شوال على رأس ثمانية أشهر من مهاجره ، ورابغ : على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديدا عن يسار الطريق ، انظر : الواقدي (١ / ١٠) ، ابن سعد (٢ / ٤) ، الطبري (٢ / ١٢١ ـ ١٢٢) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٥٥) ، دلائل النبوة (٢ / ٨) وما بعدها ، السيرة الحلبية (٣ / ١٥٢). أما الجحفة : فقرية جامعة ، بينها وبين البحر ستة أميال ، وبينها وبين مكة نحو ست وسبعين ميلا ، وهي منزل عامر آهل فيه خلق ، وهي أيضا ميقات أهل الشام ومصر والمغرب.