[موقف الإمام علي عليهالسلام من بيعة أبي بكر]
[١١٠] أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي ، بإسناده (١) عن محمد بن يزيد بن ركانة قال : لما بويع لأبي بكر قعد عنه علي عليهالسلام فلم يبايعه (٢) ، وفر إليه طلحة والزبير (٣) فصارا معه في بيت فاطمة عليهاالسلام وأبيا البيعة لأبي بكر (٤).
وقال كثير من المهاجرين والأنصار : إن هذا الأمر لا يصلح إلّا لبني هاشم ، وأولاهم به بعد رسول الله علي بن أبي طالب لسابقته وعلمه وقرابته ، إلّا الطلقاء وأشباههم فإنهم كرهوه لما في صدورهم ، فجاء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة (٥) إلى باب فاطمة ، فقالوا : والله لتخرجن للبيعة أو لنحرقنّ عليكم البيت.
__________________
(١) السند هو : أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد النيروسي ، قال : حدثنا علي بن مهران عن سلمة بن الفضل بن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن محمد بن يزيد بن ركانة قال : لما بويع الحديث ... إلخ.
(٢) في (أ) : فلم يبايعه.
(٣) هو : طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب القرشي التميمي المكي أبو محمد. حدّث عنه بنوه : يحيى وموسى وعيسى ، والسائب بن يزيد وغيرهم ، وهو أحد أصحاب الشورى ، أمّه الصعبة بنت الحضرمي ، له مواقف من الإمام علي سواء في قصة الجمل أو غيرها ، وقتل في سنة (٣٦ ه) في جمادى الآخرة ، وقيل : في رجب وهو ابن (٦٢ ه) ، قيل : إن الذي قتله هو مروان بن الحكم ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٢٣ ـ ٤٠). أمّا الزبير فهو : الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ، ابن عمة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صفية بنت عبد المطلب ، أحد الستة أهل الشورى ، روى أحاديث يسيرة ، حدّث عنه بنوه : عبد الله ، مصعب ، وعروة ، وجعفر ، وغيرهم ، قتل وله (٦٤ سنة) سنة (٣٦ ه) وفي شهر رجب ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٤١ ـ ٦٧) ، ابن سعد (٣ / ١ / ٧٠ ـ ٨٠) ، حلية الأولياء (١ / ٨٩) ، الاستيعاب (٤ / ٣٠٨ ـ ٣٢٠).
(٤) انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١ / ٢٩١) وما بعدها (وانظر فهارسه) ، تاريخ الطبري (٢ / ٤٤٤).
(٥) هو عياش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي أبو عبد الله واسم أبي ربيعة عمرو بن المغير بن عبد الله بن مخزوم مات بالشام أيام فتح عمر الشام وهو أخو عبد الله بن أبي ربيعة وله صحبة ، روى عنه ابنه عبد الله بن عياش سماعا منه روى عنه نافع وعبد الرحمن بن سابط مرسل ، الجرح والتعديل (٧ / ٥ ت ١٧) ، تهذيب التهذيب (ت ٥٤٨٩) ، التقريب (٥٢٨٤). أمّا خالد : فهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب ، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي ابن أخت ميمونة بنت الحارث زوجة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عاش ستين سنة ، وتوفي بحمص سنة (٢١ ه) ومشهده على باب حمص ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٣٦٦).