وحذرهما الفتنة (١) ، فخرجا من عنده. فقال : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ...) الآية [الفتح : ١٠].
[كتاب علي عليهالسلام إلى طلحة والزبير]
وفي غير هذا الحديث أن عليا عليهالسلام كتب كتابين أحدهما لطلحة والآخر للزبير ، وأرسل ابن عباس يأمرهما أن يتجهزا ، فقالا : وصلت رحما ، أفضلنا سابقة وخيرنا قديما قد عرفنا أنه سيصل قرابتنا ويحسن إلينا ، فرجع ابن عباس بما قالا : فقال علي عليهالسلام : يعدان استعمالي إياهما صلة (٢) مني لهما ومحاباة في ديني ارجع عليهما فمرهما فليقعدا فإني غير مستعملهما ، فانتهى ابن عباس بما قال علي إليهما ، فأضمرا عداوة وعملا في النكث عليه مكانهما ، ثم جاءا بعائشة واستنفرا على علي عليهالسلام (٣).
[كتاب عائشة إلى ابن صوحان]
[١٤٩] أخبرنا علي بن جعفر بن خالد بإسناده عن أبي جعفر عن أبيه عليهماالسلام أن عائشة كتبت إلى زيد بن صوحان العبدي (٤).
بسم الله الرحمن الرحيم. من عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين زوجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ابنها
__________________
(١) أورد مقتطفات منه ابن أبي الحديد في شرح النهج (١ / ٢٣٠) وما بعدها ، وعن أم راشد قالت : سمعت طلحة والزبير يقول أحدهما لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، فقلت لعلي فقال : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً). أخرجه المتقي الهندي في منتخبه (٥ / ٤٨٨) وعزاه لابن أبي شيبة.
(٢) نهاية الصفحة [١٥٠ ـ أ].
(٣) انظر الخبر تفصيلا في شرح نهج البلاغة (١ / ٢٣٠) وما بعدها.
(٤) هو زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث أخو صعصعة بن صوحان ، كنيته أبو سليمان ، وقيل : أبو عائشة ، ثقة قليل الحديث ، كان من العلماء العباد ، قتل يوم الجمل ، انظر : طبقات ابن سعد (٦ / ١٢٣) ، مشاهير علماء الأمصار ت (٧٤٥) ، تاريخ بغداد (٨ / ٤٣٩) سير أعلام النبلاء (٣ / ٥٢٥ ـ ٥٢٨) ، الوافي بالوفيات (١٥ / ٣) ، شذرات الذهب (١ / ٤٤) ، تهذيب ابن عساكر (٦ / ١٢) ، مرآة الجنان (١ / ٩٩).