فما تجعل لي إن شايعتك على ما تسمع من الغرر والخطر (١)؟
وفي حديث [غير] عمر بن سعد أنه قال : يا أبا عبد الله ، إني أكره أن تحدث العرب أنك دخلت في هذا الأمر (٢) لغرض دنيا.
قال عمرو : دعني منك (٣) فإن ما مثلي لا يخدع ، لأنا أكيس من ذلك فما تعطيني؟
قال : مصر طعمة.
قال : فخرج عمرو من عنده ، فقال له ابناه : ما صنعت؟
قال : أعطاني مصرا.
قالا : وما مصر في ملك العرب.
قال : لا أشبع الله بطونكما إن لم تشبعا بمصر (٤).
[خروج الإمام علي (ع) إلى صفين]
ثم إن أمير المؤمنين (٥) «علي بن أبي طالب عليهالسلام» (٦) أمر مناديه فنادى في الناس أن
__________________
(١) انظر الخبر وما دار بين عمرو بن العاص وبنيه محمد وعبد الله في كتاب : وقعة صفين ص (٣٤ ، ٣٥ ، ٣٧ ،) وما بعدها.
(٢) في (أ، ب ، د) : أنك دخلت هذا الأمر.
(٣) في (ب ، ج) : دعني عنك.
(٤) الخبر أورده ابن مزاحم في وقعة صفين (ص ٣٨) ، وابن أبي الحديد في شرح النهج (٢ / ٦٥) ط (٢) وفي طبعة مكتبة الحياة (١ / ٣٢٠) ، ولفظه : قال نصر : وفي حديث غير عمر بن سعد قال : قال له معاوية : يا أبا عبد الله إني أكره أن يتحدث العرب عنك أنك إنما دخلت في هذا الأمر لعرض الدنيا قال : دعني عنك. قال معاوية : إني لو شئت أن أمنيك وأخدعك لفعلت. قال عمرو : لا لعمر والله ما مثلي يخدع لأنا أكيس من ذلك. قال معاوية : ادن مني برأسك أسارك ، قال : فدنا منه عمرو يساره فعض معاوية أذنه وقال : هذه خدعة ، هل ترى في بيتك أحدا غيري وغيرك. وقد جرى بعد ذلك حوار طويل بين معاوية وعمرو بن العاص في وجود عتبة بن أبي سفيان ؛ إذ قال عتبة : أما ترضى أن تشتري عمرا بمصر إن هي صفت لك .. إلخ ، فلما سمع معاوية قول عتبة أرسل إلى عمرو وأعطاها إياها قال : فقال عمرو : ولي الله عليك بذلك شاهدا ، قال له معاوية : نعم لك الله عليّ بذلك لئن فتح الله علينا الكوفة ، قال عمرو (والله على ما نقول وكيل) ، قال : فخرج عمرو ومن معه من عنده فقال له ابناه : ما صنعت قال : أعطانا مصر طعمة ، قالا : وما مصر في ملك العرب ، قال : لا أشبع الله بطونكما إن لم تشبعكما مصر ، قال : فأعطاه إياه وكتب له كتابا.
(٥) نهاية الصفحة [١٥٥ ـ أ].
(٦) ساقط في (أ).