فقال علي عليه (١) السلام : ولا أنا رضيت ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع ، ولا يصلح الرجوع إلّا أن نعصي الله ونتعدى ما في كتابه فنقاتل من ترك أمره ، ثم إن الناس أقبلوا على قتلاهم يدفنونهم.
وكان عمر بن الخطاب دعا حابس بن سعد الطائي (٢) يولّيه قضاء حمص ، فانطلق يسيرا ، ثم رجع فقال : إني رأيت رؤيا.
فقال : هاتها.
قال : رأيت كأن الشمس أقبلت من المشرق ومعها جمع عظيم ، وكأن القمر أقبل من المغرب معه جمع عظيم.
فقال له عمر : مع أيهما كنت؟
قال : كنت مع القمر.
قال : كنت مع الآية الممحوة تقاتل إمام العدل مع إمام الجور ، فتكون مع الجاني ، لا والله لا تلي لي عملا ، فشهد مع معاوية بصفين ، فقتل يومئذ (لعنه الله) (٣).
[اجتماع الحكمين] (٤)
ثم إن عليا عليهالسلام بعث شريح بن هانئ في أربعمائة ، وعبد الله بن عباس يصلي بهم ومعهم أبو موسى ، وجاء عمرو بن العاص في أربعمائة إلى دومة الجندل ، فنزل عمرو بأصحابه
__________________
(١) نهاية الصفحة [١٦٣ ـ أ].
(٢) هو : حابس بن سعد ، ويقال : ابن ربيعة بن المنذر بن سعد الطائي يقال : إن له صحبة ، روى عن أبي بكر ، والزهراء عليهاالسلام ، وعنه : أبو الطفيل ، وجبير بن نفير ، وغيرهما. كما روى عنه سعد بن إبراهيم ولم يدركه. تولى القضاء في خلافة عمر ، وقتل بصفين ، انظر : تهذيب التهذيب (٢ / ١٢٧) ، التقريب (٩٩٥) ، وقال فيه : مخضرم ، وقيل : له صحبة ، تهذيب الكمال (٥ / ١٨٣ ت ٩٩٠) ابن سعد (٧ / ٤٣١) ، التاريخ الكبير (٣ / ت ٣٦٥) ، الجرح (٢ / ت ١٣٠١) ، الكاشف (١ / ١٩١).
(٣) خبر رؤيا حابس الطائي وذكر مقتله وأخبار أخرى متعلقة به أوردها نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين ص (٥٢١ ت ٤٢٤) ، وابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته (١ / ٣٤٤ ت ٣٨٩).
(٤) انظر : وقعة صفين ص (٤٩٧) وما بعدها ، أعيان الشيعة (١ / ٥١٢) وما بعدها ، شرح النهج (٢ / ٢٠٦) ، بالإضافة إلى المصادر التاريخية المشار إليها في مصادر ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام.