وما لي وما لك يا بن أبي تراب ، فلم يزل كذلك أياما ويزيد (١) معه ، ويقول : يا أبه إلى من تكلني عجّل بالبيعة لي وإلا والله أكلت ، أتعلم ما لقيت من أبي تراب وآله.
[عهد معاوية لابنه يزيد بالإمارة]
قال : ومعاوية يتململ في الفراش ويتفكر فيما عقد عليه للحسن والحسين (عليهماالسلام) إذ كان عند مهادنته الحسن عقد أن يكون الأمر من بعده للحسن ثم للحسين من بعد الحسن ، فلما كان اليوم الخامس دخل عليه أهل الشام ، فرأوه ثقيلا فبادروا إلى الضحاك بن قيس (٢) وكان صاحب شرطة معاوية ومسلم بن عقبة (٣) ، فقالوا : ما تنتظران ، ذهب والله
__________________
(١) هو : يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية ، أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي ، قال : الذهبي : له على هناته حسنة ، وهي غزو القسطنطينية ، وكان أمير ذلك الجيش ـ وهذا القول من الذهبي فيه نظر ، ويقول في موضع آخر : ويزيد ممن لا نسبه ، ولا نحبه ، ونقول للذهبي ردا على ذلك ما قاله المقبلي :
وشاهدي كتب أهل الرفض أجمعهم |
|
والناصبين كأهل الشام كالذهبي |
وقول المتنبي :
سميت بالذهبي اليوم تسمية |
|
مشتقة من ذهاب العقل لا الذهب |
كان ناصبيا فظا ، غليظا جلفا ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر افتتح مكة بمقتل الشهيد الحسين ، ولد سنة خمس أو ست وعشرين ، أمه ميسون بنت بجدل الكلبية ، روى عن أبيه ، وعنه ابنه خالد ، وعبد الملك بن مروان ، جعله أبوه ولي عهده ، توفي سنة (٦٤ ه) ، انظر : المعارف (٣٥١) ، تاريخ اليعقوبي (٢ / ٢١٥) ، مروج الذهب (٢ / ٥٦٧) ، جمهرة أنساب العرب (١٠٣) ، الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤ / ١٢٦) ، منهاج السنة (٢ / ٢٣٧) ، تاريخ الإسلام (٣ / ٩١) ، العبر (١ / ٦٩) ، البداية والنهاية (٨ / ٢٢٦) ، تهذيب التهذيب (١١ / ٣٦٠) ، لسان الميزان (٦ / ٢٩٣) ، القلائد الجوهرية (٢٦٢) ، تاريخ الخميس (٢ / ٣٠٠) ، شذرات الذهب (١ / ٧١) ، رغبة الآمل (٤ / ٨٣) و (٥ / ١٢٩) ، سير أعلام النبلاء (٤ / ٣٥) ، تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٢٠٥ ـ ٢١٠) ، الأعلام (٨ / ١٨٩) ، ولابن تيمية (سؤال في يزيد بن معاوية) ط ، قيد الشريد من أخبار يزيد ، قال الزركلي (مخطوط) بذر الكتب المعرية (٥ / ٣٠٠) ، يزيد بن معاوية ، عمر أبي النصر (النصب والنواصب ، انظر الفهارس.
(٢) هو : الضحاك بن قيس بن خالد ، أبو أمية ، وقيل : أبو أنيس ، وقيل : أبو سعيد ، حدث عنه معاوية بن أبي سفيان ، وسعيد بن جبير ، والشعبي ، وسماك بن حرب ، وأبو إسحاق السبيعي ، وآخرون ، شهد فتح دمشق ، وكان على عسكر الإمام علي (كرم الله وجهه) يوم صفين ، قال الواقدي : قتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتلها قط في نصف ذي الحجة سنة أربع وستين ، انظر : سير أعلام النبلاء (٣ / ٢٤١ ـ ٢٤٥) ، طبقات ابن سعد (٧ / ٤١٠) ، طبقات خليفة (ت ١٦٣) ، المحبر (٢٩٥ ، ٣٠٢) ، التاريخ الكبير (٤ / ٣٣٢) ، المعارف (٤١٢).
(٣) هو : مسلم بن عقبة بن رباح المري ، أبو عقبة قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي. أدرك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وشهد صفين مع معاوية ، وكان فيها على الرجالة ، وقلعت بها عينه وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله ، فغزاها وآذاها وأسرف فيها قتلا ونهبا في وقعة الحرة ، فسماه أهل الحجاز (مسرفا) ، وأخذ ممن بقي فيها البيعة ليزيد ، وتوج بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلفه عن البيعة ليزيد ، فمات في الطريق بمكان يسمى المسلل ، ثم نبش قبره وصلب في مكان دفنه ، وينسب إلى مرة بن عوف ، انظر : الأعلام (٧ / ٢٢٢) ، الاشتقاق لابن دريد (١٧٤) ، المعارف (١٥٣) ، الإصابة ت (٨٤١٤) ، (٣ / ٤٩٣ ـ ٤٩٤) ، تاريخ الطبري (٧ / ١٤) نسب قريش (١٢٧) ، وانظر فهرسته.