وحارثة بن مضرب (١) وحريش بن قدامة (٢) ، وسموا الحسن بن الحسن الرضى.
وخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث حتى وافى فارس ، وجمع الناس من العرب والعجم والموالي حتى اجتمع له مائة ألف ، ووافى البصرة واستقبله الحجاج بن يوسف واشتد القتال بينهم ، ثلاث سنين حتى كان بينهما سبعون وقعة أو خمس وسبعون وقعة ، كل ذلك على الحجاج سوى وقعتين ، وقتل بينهما خلق كثير ، وتقوّى أمر ابن الأشعث ودخل الكوفة ، واجتمع إليه حمزة بن المغيرة بن شعبة (٣) ، وقدامه الضبي (٤) وابن مصقلة الشيباني في جماعة الفقهاء والقراء ، فقالوا له (٥) : أظهر اسم الرجل (٦) فقد بايعناه ورضينا به إماما ورضا فلما كان يوم الجمعة خطب عليه ، حتى إذا كان يوم الجمعة الثانية أسقط اسمه من الخطبة.
[حرب الجماجم (الملحمة الكبرى)]
قال : وقدم الحجاج بن يوسف ، فكانت حرب الجماجم الملحمة الكبرى (٧) التي انهزم فيها
__________________
(١) هو حارثة بن مضرب الكوفي ، روى عن عمر وعلي عليهالسلام روي عنه أبو إسحاق السبيعي. الجرح والتعديل (٣ / ٢٥٥ ت ١١٣٧).
(٢) هو حريش بن قدامة الضبعي ، بصري ، روى عن أبي جبرة الضبعي روى عنه النضر بن شمل وعبد الصمد بن عبد الوارث وحرمي بن عمارة ، قال صاحب الجرح : لا بأس به. كما روى عنه مسلم بن إبراهيم ، الجرح والتعديل (٣ / ٢٩٣ ت ١٣٠٥).
(٣) هو حمزة بن المغيرة بن شعبة ، روى عن أبيه روى عنه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، وعباد بن زياد ، وبكر بن عبد الله المزني ، انظر : الجرح والتعديل (٣ / ٢١٤ ت ٩٤١). تهذيب التهذيب (٣ / ٣٣ ت ١٦٠٨).
(٤) هو قدامة بن حماطة الضبي كوفي. روى عن خالد بن منجاب ، عن زياد بن جدير وروى عن عمر بن عبد العزيز روى عن الثوري وجرير وسوار الشقري ، الجرح والتعديل (٧ / ١٢٧ ـ ١٢٨ ت ٧٢٨).
(٥) نهاية الصفحة [٢٠٦ ـ أ].
(٦) في (ب ، ج) : أظهر اسم الرجل.
(٧) الجماجم هي الوقعة التي كانت بين عبد الرحمن بن الأشعث ، والحجاج بن يوسف الثقفي ، وكان الغالب فيها الحجاج بن يوسف ، وقتل فيها عدد كثير من القراء ، وكانت سنة (٨٣ ه أو ٨٢ ه). والجماجم موضع بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ فيها.