خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة ، سوى (١) غيرهم (٢).
قال أبو معمر : فبايعه ثمانون ألفا ، قال : وكان دعاته عليهالسلام نصر بن معاوية بن شداد العبسي (٣) ، وأبو معمر بن خيثم العامري ، وعبد الله بن الزبير الأسدي ، ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري (٤) ، وكان أبو معمر بن خثيم وفضيل بن الزبير يدخلان الناس عليه ، عليهم براقع لا يعرفون موضع زيد ، فيأتيان بهم من مكان لا يبصرون شيئا حتى يدخلوا عليه ، فيبايعونه ، فأقام بالكوفة ثلاثة عشر شهرا إلّا أنه كان بالبصرة نحو شهر.
[بيعة الإمام زيد عليهالسلام]
قال : وكانت بيعته التي يبايع الناس عليها أنه يبدأ فيقول : إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى جهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وقسم الفيء بين أهله ، ورد المظالم ، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب ، أتبايعونا على هذا؟
__________________
(١) نهاية الصفحة [٢١٠ ـ أ].
(٢) في مقاتل الطالبيين : وأقبلت الشيعة وغيرهم يختلفون إليه ويبايعون حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة ، سوى أهل المدائن ، والبصرة ، وواسط ، والموصل ، وخراسان ، والري ، وجرجان ، مقاتل الطالبيين ص (١٣٢) ، تاريخ الطبري ، (٥ / ٤١٩) حوادث سنة (١٢١ ه) ، الفتوح (٥ / ١١٢).
(٣) نصر : في الفتوح (٥ / ١٢٠) نصر بن خزيمة العبسي ، وفي تاريخ الطبري (٥ / ٤٩٢) نصر بن خزيمة في بني عبس ، وهو أجل من كان مع الإمام زيد بن علي ، وأول من قتل من أصحابه ثم من بعده معاوية بن إسحاق ، له مواقف جليلة ؛ من ذلك أن الإمام زيد لما انتهى مع أصحابه إلى ناب الفيل ، جعل أصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الأبواب ، ويقولون : يا أهل المسجد أخرجوا وجعل نصر يناديهم ويقول : يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز اخرجوا إلى الدين ، والدنيا فإنكم لستم في دين ولا دنيا قطع فخذ أحد أصحاب العباس بن سعيد قيل : اسمه نائل بن فروة ، وعلى العموم فهو أحد أبرز من جاهد من أجل نصرة الحق وأهله ؛ إذ قاتل قتالا شديدا بين يدي الإمام زيد ، وكان شجاعا بطلا ناصرا للحق ، انظر : تاريخ الطبري (٥ / ٥٠٢) وما بعدها ، الفتوح (٨ / ١٢٠) وما بعدها.
(٤) هو معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري ، كان الإمام زيد عليهالسلام قد تحول من بني غبرة إلى داره في أقصى جبانة سالم السلولي. كان يوسف بن عمرو قد أرسل الحكم بن الصلت بالبحث عن زيد في الكوفة ، وطلبوا زيدا في دار معاوية بن إسحاق ، فخرج الإمام زيد ليلا وذلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة (١٢٢ ه) في ليلة شديدة البرد ، انظر : مقاتل الطالبيين ص (١٣٢) وما بعدها ، تاريخ الطبري (٥ / ٤٩٢ ، ٥٠٣) ، الفتوح (٨ / ١٢٠).