وأبوه عليهالسلام حيّ ، واستقام حاله (١) وحديثه وسموه المهدي فكان لا يمر بملإ من الناس إلّا أظهروا له التعظيم والإكرام والتبجيل ، وفضّله عبد الله بن الحسن (٢) وأجلّه.
وجعل زوار المدينة من أهل العراق يأتونه للنظر إليه ، ويتحدثون فيه بأمره (٣) ، فقال فيه بعض شعرائهم (٤) :
إن المهديّ قام لنا وفينا |
|
أتانا الخير وارتفع البلاء |
وقام به عمود الدين حقا |
|
وولىّ الجور وانكشف الغطاء |
بنفسي يثرب من دار هاد |
|
عليها من شواهده (٥) بهاء (٦) |
نرى عزّ البهاء عليه فيها |
|
ونور الحق يسطع والضياء |
[خروجه (ع)] (٧)
ولما ظهر محمد بن عبد الله يدعو [إلى نفسه] أقام منتظرا ، وبايعه أهل بيته الأكابر
__________________
(١) في (ب ، ج) : واستفاض حاله.
(٢) هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب والد صاحب الترجمة ، شيخ بني هاشم والمقدم فيهم ، وذا الكثير منهم فضلا وعلما وكرما ، قيل : انتهى كل حسن إلى عبد الله بن الحسن ، وكان يقال : من أحسن النّاس؟ فيقال :
عبد الله بن الحسن ، ويقال : من أفضل النّاس؟ فيقال : له العديد من الفضائل والسجايا ، قتل في محبسه بالهاشمية وهو ابن (٤٥ سنة) وذلك سنة (١٧١ ه) ، مقاتل الطالبيين ص (١٦٦ ـ ١٧١) ، الإصابة (٥ / ١٣٣) ، المعارف (٩٣) ، الأغاني (١٨ / ٢٠٤ ، ٢٠٥) ، ولمن اسمه عبد الله بن الحسن انظر مقاتل الطالبيين ص (١٧٨ ، ٤٠٩) وانظر الفهرس ص (٦١٠ ، ٦١١).
(٣) في (أ) : ويتحدثون بأمره.
(٤) الأبيات أورد منها الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في كتابه الشافي (١ / ١ / ١٩٩) وقال : (وقال فيه بعض شعراء خراسان).
(٥) في (ب ، ج) : شواهدها.
(٦) نهاية الصفحة [٢٣١ ـ أ].
(٧) كان خروجه بالمدينة بعد استتاره دهرا طويلا ، وإنفاذه الدعاة إلى الآفاق ، وظهور دعوته بخراسان ، ومبايعة جمهور أهلها له لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة (١٤٥ ه) ، وروي في غرة رجب. الإفادة (٧٥).