والأصاغر ، والهاشميون كلهم ، وكان أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (١) ممن يعظمه من قبل أن يكون الأمر منه (٢) ما كان من إفضاء الأمر والدولة «إليه» (٣) ، وتداعي الناس والقبائل وأهل الشرف واستخلف أخاه إبراهيم بن عبد الله عليهالسلام وجعله على من هو دونه من الهاشميين واتسق الأمر وتلاءمت الدعوة ، وكان يكاتب الناس ، فكتب كتابا إليهم يدعوهم إلى نصرة الحق. قال : وهذه نسخة الكتاب على اختصاره.
[مكاتباته ودعوته]
بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فإن الله جل ثناؤه جعل في كل زمان خيرة ، ومن كل خيرة منتجبا (٤) ، والله أعلم حيث يجعل رسالاته ، فلم تزل (٥) الخيرة من خلقه تتناسخ (٦) أحوالا بعد أحوال حتى كان منها صفوة الله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ؛ اختصه الله بكرامته وأخرجه من خير (٧) خلقه قرنا فقرنا ، وحالا بعد حال محفوظا مجنبا سوء الولادات ، متّسقا بأكرم الآباء والأمهات ، فلو أن أحدنا في منزلته ، وعند الله في مثل حاله لاصطفاه ولأخرجه من مخرجه تبارك وتعالى ، ولكن نظر إليه برحمته ، واختاره لرسالته ، واستحفظه مكنون حكمته وأرسله بشيرا ونذيرا وداعيا (٨) إلى الله بإذنه «وقائدا إلى الله» (٩) وسراجا منيرا.
ثم قبضه الله إليه حميدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخلف كتابه الذي هو هدي واهتداء ، وأمر بالعمل بما فيه ،
__________________
(١) انظر مقاتل الطالبيين (ص ٢١٢ ، ٢١٣) ، (٢٠٧) ، (٢٢٧) ، (٢٥٩) ، (١٨٨).
(٢) في (أ) : الأمر فيهم.
(٣) ساقط في (أ).
(٤) في (ب) : منتخبا.
(٥) في (د) : فيزل.
(٦) التناسخ هنا بمعنى انتقال الصفات الوراثية من جيل إلى جيل. انظر معجم الفرق الإسلامية (١٧٨ ـ ١٧٩).
(٧) في (ج) : خيرة.
(٨) نهاية الصفحة [٢٣٢ ـ أ].
(٩) ساقط في (أ).