قال : وكان محمد بن عبد الله يرون أنه الذي جاء فيه الخبر من أمر المهدي لما وقفوا عليه من العلم والخشوع ، وكان يقال له : المهدي ، وصريح قريش (١) ، وفيه يقول القائل :
لئن يك ظني صادقا بمحمد (٢) |
|
يكن فيه ما ترجوا الأعاجم في الكتب |
وكان يقال : إنه ولد وبين كتفيه كهيئة البيضة ، ففيه يقول مسلمة بن علي :
وإن الذي تروي الرواة لبين |
|
إذا ما ابن عبد الله فيهم تجردا (٣) |
به خاتم لم يعطه الله غيره |
|
وفيه علامات من الفضل والهدى |
قال أبو زيد : وذكر حديثا اختصرناه إشفاقا ، وذكرنا منه هذا احتجاجا على من زعم على أن جعفر بن محمد نظر إلى أبي جعفر وقد دعا إلى بيعة محمد بن عبد الله بن الحسن (٤) ، فقال : إنا نجد أن هذا المتكلم آنفا يقتله ، يعني أبا جعفر أنه يقتل محمدا ، فكان هذا من قول من تعلق به يدعوا إلى الجلوس عن إقامة الحق والدعاء إليه ، وإلى التسليم إلى أهل الباطل إذا لم يظفر بهم ، ولكن منع القوم من ذلك خوف الله وإيثار طاعته ظفروا أو ظفر بهم.
[مكاتبات بين النفس الزكية والسفاح]
فكتب أبو جعفر إلى محمد بن عبد الله بن الحسن : من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله ، (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ، إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ...) الآية [المائدة : ٣٣ ـ ٣٤].
__________________
(١) قال مؤلف مقاتل الطالبيين : وكان يقال له : صريح قريش لأنه لم يقم عنه أم ولد في جميع آبائه وأمهاته ، مقاتل الطالبيين ص (١٨٤) وما بعدها.
(٢) شطر البيت في (د) : لئن يك ظني صادقا لمحمد ، وهو تصحيف.
(٣) نهاية [٢٤١ ـ أ].
(٤) انظر : مقاتل الطالبيين ص (١٨٥ ـ ٢٢٤ ـ ٢٢٧).