على يديه خلق كثير وعلى السند من قبل أبي الدوانيق هشام بن عمر التغلبي ، فوقع بينهم قتال شديد ، فأراد أن يخرج من السند إلى خراسان ، وقتل بين الفريقين زهاء ثلاثة آلاف رجل ، وكان بينهما قدر خمسين وقعة في مقدار سنة ، وقتل عبد الله بن محمد بن عبد الله في الحرب (١).
[استشهاده ونعته]
وكان يوم قتل ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وكان أدم اللون (٢) ، مديد القامة ، صبيح الوجه ، تام الخلق ، يقاتل فارسا وراجلا (٣) ، وقتل في سنة إحدى وخمسين ومائة في شعبان بعد أبيه بخمس سنين ، وله عقب بالكوفة (٤) ، وقد روي أنه قتل (٥) سنة اثنتين وخمسين ومائة في رجب ، ثم ردّ أهله وولده بعد موت أبي الدوانيق لعنه الله إلى الكوفة ، وعقبه بها إلى الآن ، فهذا قتل في الحرب في أرض السند.
وأخوه علي بن محمد بن عبد الله (٦) أخذ بمصر وحمل إلى أبي الدوانيق ، فقتله في السجن (٧) بالعراق.
__________________
(١) كان صاحب الترجمة قد توجه بعد قتل أبيه إلى السند ، فقتل بكابل في جبل يقال له : علج ، وحمل رأسه إلى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليهالسلام فصعد به المنبر وجعل يشهره للناس ، انظر : عمدة الطالب لابن عنبة ص (١٢٦) وما بعدها ، مقاتل الطالبيين (٢٨٨ ـ ٢٧٢).
(٢) نهاية الصفحة [٢٥٦ ـ أ].
(٣) هذا يؤكد أن مولده كان سنة (١١٨ ه / ٧٣٦ م).
(٤) محمد بن عبد الله النفس الزكية عقب عبد الله وعبد الله عقب الحسن الأعور الجواد والذي كان أجود بني هاشم الممدوحين المعدودين ، والذي قتلته طي في ذي الحجة سنة (٢٥١ ه) ، وقيل : قتل أيام المعتز ، وعقب الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر من أربعة وهم : أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ، وأبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة أيضا ، وأبو محمد عبد الله ، والقاسم ، انظر : عمدة الطالب لابن عنبة ص (١٢٧ ـ ١٢٩).)
(٥) ورد بعد اللفظ : قتل في (ب) : في.
(٦) هو علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، أمه أم سلمة بنت الحسن بن الحسن بن علي ، وأم محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن رملة بنت سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل. كان والده قد وجهه إلى مصر ، ووجه معه أخاه موسى بن عبد الله ، وذكر الكندي أنه علوي قدم مصر زمن ولاية يزيد بن حاتم بن قبيضة من يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة (١٤٤ ه / ٧٦١ م) إلى آخر شهر ربيع الآخر سنة (١٥٢ ه / ٧٦٩ م) ، ولم أقف على تأريخ وفاته ، ولعل ذلك كان بعد سنة (١٥٢ ه). والله أعلم ، انظر : مقاتل الطالبيين (١٨١ ـ ١٨٢) ، والكامل لابن الأثير (٤ / ٣٧٤) ، الطبري (٩ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٨) ، أخبار فخ (٣٨ ـ ٣٩). ولاة مصر للكندي محمد بن يوسف ، بعد (٣٦٢ ه / ٩٧٢ م) ، تحقيق حسين نصار ، دار بيروت دار صادر بيروت عام (١٩٥٩ م / ١٣٧٩ ه) ص (١٣٣ ، ١٣٧).
(٧) في (ب) : فقتله بالسجن.