[صفته وفضله]
[٣١] حدثنا (١) أبو العباس الحسني بإسناده عن أحمد بن عبيد بن سليمان الموصلي ، قال : حدثني أبي ، قال : كان علي بن الحسن بن الحسن أبو الحسين صاحب فخ مجتهدا ، حبس مع عمه عبد الله بن الحسن بن الحسن ، فكانوا في محبس لا يرون ضوءا ولا يسمعون نداء ، فلم تكن معرفتهم أوقات الصلاة إلّا بانقطاع تسبيح علي وقراءته فيما بين كل صلاتين ، فإنه كان فراغه (٢) منها عند وجوب كل صلاة.
فنشأ ابنه الحسين أحسن نشوء ، له فضل في نفسه وصلاح وسخاء وشجاعة ، فقدم على المهدي فرعى حرمته وحفظ قرابته ، ووهب له عشرين ألف دينار ، ففرقها ببغداد والكوفة على قرابته ومواليه ومحبيه (٣).
[خروجه من الكوفة وسفره إلى المدينة وبيعته]
وما خرج من الكوفة إلّا بقرض ، وما كسوته إلّا جبة عليه وإزار كان لفراشه (٤) ، ثم قدم المدينة وأقام بها حتى ولي موسى الهادي ، فأمّر على المدينة رجلا من ولد عمر بن الخطاب (٥) ، فأساء إلى الطالبيين وسامهم خسفا فاستأذنه فتى منهم في الخروج إلى موضع لبعض أمره ،
__________________
(١) السند في (ب) : «قال : حدثنا سليم بن الحسن البغدادي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد بن سليمان الموصلي ، قال : حدثني أبي قال : وساق الخبر.
(٢) في (ب) : فإنه قد كان فراغه.
(٣) انظر : مقاتل الطالبيين (٣٦٩ ـ ٣٧١) ، والحدائق الوردية (١ / ١٧٦).
(٤) انظر : تاريخ ابن الأثير (٥ / ٧٤ ـ ٧٦) ، المقاتل (٣٦٨ ـ ٣٦٩).
(٥) هو عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، انظر : مقاتل الطالبيين (٣٧٢) ، تاريخ الطبري (١٠ / ٢٤) ، ابن الأثير (٦ / ٣٢) ، وكان يعرف بحبتي ماء ، سمي بذلك لأنه حين وقعت المناوشات بينه وبين أصحاب الإمام الحسين في المسجد ، ذعر وفزع وقال : أغلقوا البغلة يعني الباب وأطعموني حبتي ماء ، انظر مقاتل الطالبيين ص (٣٧٥) والشافي (١ / ٢١٣).