والحسين بن علي : لتأتياني به أو لأحبسنكما ، فإن له ثلاثة أيام لم يحضر العرض ، ولقد خرج أو تغيب ، فرادّاه بعض المرادة ، وكان الحسين أبقاهما في الرد عليه (١) وأما يحيى فإنه شتمه ، فخرج حتى دخل على العمري ، فأعطاه الخبر فدعا بهما العمري ، فوبّخهما (٢) وتهدّدهما ، فتضاحك الحسين في وجهه وقال : أنت مغضب يا أبا حفص؟
فقال (٣) له العمري : وتهزأ بي أيضا وتخاطبني بكنيتي؟
فقال له : قد تكنى من هو خير منك أبو بكر وعمر ، وكانا يكرهان أن يدعيا بالولاية ، وأنت تكره كنيتك وهي الكنية التي اختارها لك أبوك.
قال يحيى بن عبد الله لما بايعناه : خرجت على دابتي ركضا مسرعا حتى أتيت حدبا وهو على ميلين من المدينة وبها موسى بن جعفر ، وكان موسى شديد الغيرة ، فكان يأمر بإغلاق أبوابه والاستيثاق منها ، فدققت بابه فأطلت حتى أجبت ، وخبرت باسمي فأخبر الغلمان بعضهم بعضا من وراء الأبواب وهي مقفلة حتى فتحت وأذن لي ، فدخلت ، فقال : أي أخي في هذه الساعة؟!
قلت : نعم حتى متى لا يقام لله بحق وحتى متى نضطهد ونستذل؟
فقال : ما هذا الكلام!؟
قلت : خرج الحسين وبايعناه ، فاسترجع ، قلت : جعلت فداك في أمرنا هذا شيء؟ وانصرفت إلى الحسين ، فلما أصبح جاء إلى مسجد رسول الله فصلى بالناس الصبح ، وبلغ العمري خبره ، فزعم بعض أهل المدينة عنه أنه قال وقد نحب قلبه : أطعموني ماء واردموا البغلة بالباب وهرب (٤). وروي أنه حج من أهل واسط شيخ تلك السنة.
__________________
(١) نهاية الصفحة [٢٦٨ ـ أ].
(٢) في (ب ، ج ، د) : فقبحهما.
(٣) في (أ) : قال.
(٤) الحوار المشار إليه أورده أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل ص (٣٧٢) وما بعدها ، وانظر تاريخ الطبري (٦ / ٤١٠) وما بعدها.