[نماذج من كلامه]
قال : فلما قدمت المدينة (١) رأيت للناس حركة أنكرتها (٢) ، وأتيت مسجد رسول الله وهو غاص بالناس ، والحسين على المنبر يخطب ، وهو يقول : أيها الناس ، أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله أدعوكم إلى سنة رسول الله (٣) فقلت قولا أسره : إنا لله وإنا إليه راجعون (٤) ، ما يصنع هذا الرجل بنفسه ، وبالقرب مني عجوز من عجائز أهل المدينة ، فنهرتني وقالت : تقول هذا لابن رسول الله! فقلت : يرحمك الله ، والله ما قلت هذا إلّا للإشفاق عليه (٥).
وروى النوفلي (٦) قال : حدثني محمد بن عباد البشري ؛ وكان رجلا من خزاعة ؛ فقال : صليت صلاة الصبح في مسجد رسول الله خلف الحسين ، فلما فرغ من صلاته (٧) صعد المنبر وقعد على مقعد رسول الله وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء قد سدلها من بين يديه ومن خلفه ، وسيفه مسلول قد وضعه بين رجليه ، وكان أهل الزيارة قد كثروا في ذلك العام ، وقد ملئوا المسجد ، فتكلم وقال في كلامه : أيها الناس ، أنا ابن رسول الله وعلى منبره ، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه.
وفي غير هذه الرواية أنه قال في خطبته : أيها الناس ، أتطلبون آثار رسول الله في الحجر
__________________
(١) في (أ) : قدمت إلى المدينة.
(٢) نهاية الصفحة [٢٦٩ ـ أ].
(٣) في مقاتل الطالبيين : (أنا ابن رسول الله ، على منبر رسول الله ، وفي حرم رسول الله ، أدعوكم إلى سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، مقاتل الطالبيين (٣٧٦) ، وانظر تاريخ الطبري (٦ / ٤١٨) وفيه : فنظم حسين فحمد الله وأثنى عليه وخطب الناس فقال في آخر كلامه : (يا أيها الناس أنا ابن رسول الله في حرم رسول الله وفي مسجد رسول الله وعلى منبر رسول الله أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن لم أف لكم بذلك فلا بيعة لي في أعناقكم).
(٤) استشهادا بقوله تعالى : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) [البقرة : ١٥٦] ، وفي مقاتل الطالبيين : «وقلت في نفسي قولا أسره : إنا لله ما صنع هذا بنفسه». ص (٣٧٦).
(٥) انظر الخبر في مقاتل الطالبيين ص (٣٧٦) ، والطبري (٦ / ٤١٨).
(٦) النوفلي : هو علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن نوفل بن الحارث.
(٧) في (أ) : الصلاة.