دس إليه هارون بشربة (١) سم في سويق (٢) على يدي رجل من أهل العراق ، فأقام عنده واستأنس به إدريس واطمأن إليه ، وكان قد ضمن (٣) هارون خمسمائة ألف درهم لهذا الرجل فسقاه فمات إدريس من ذلك بعد ثلاثة أيام.
[وصية إدريس لابنه واستطراد لبعض أخباره]
وأوصى إلى ابنه إدريس بن إدريس ، فأقام بعد أبيه يعمل بالكتاب والسنة ويقتدي بأبيه ، وهو أحد الشجعان (٤).
وبقي بعد أبيه إحدى وعشرين سنة ، يملك «أرض المغرب» (٥) وأندلس وبربر ونواحيها ، وفتح فتوحا كثيرة من بلاد الشرك ، وحاربته المسودة فلم يقدروا عليه ، إلى أن مات رحمهالله.
ثم أوصى إلى ابنه إدريس بن إدريس بن إدريس بن عبد الله ، فأقام مقام أبيه يعدل بين الناس على سيرة آبائه وأجداده ، وهو أحد علماء آل محمد وهم إلى هذه الغاية يتوارثون أرض المغرب وبربر ويعملون بالحق (٦).
__________________
(١) في (أ) : شربة.
(٢) السويق طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير ، وسمي بذلك لانسياقه في الحلق. جمع سويق : أسوقه ، المعجم الوسيط : مادة (ساق) ، وانظر : مقاتل الطالبيين ص (٤٠٧ ـ ٤٠٩).
(٣) ورد في (ب ، ج) بعد لفظ : ضمن ، لفظ : له.
(٤) نهاية الصفحة [٣٠٧ ـ أ].
(٥) ساقط في (أ).
(٦) انظر : المغرب في حلى المغرب (قسم الأندلس ١ ـ ٢) تحقيق د. شوقي ضيف ـ القاهرة (١٩٥٣ ـ ١٩٥٥ م) ، وقسم مصر أيضا. المغرب في ذكر إفريقية ، والمغرب للبكري. تحقيق د. محمد حسن واخر القاهرة (١٩٥٣ م) ، الإحاطة في أخبار غرناطة ، ابن الخطيب ، الاستبصار في عجائب الأمصار ، مؤلف مجهول. تحقيق د. سعد زغلول عبد الحميد الإسكندرية (١٩٥٨ م) ، بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس لابن عمير الضبي ، دولة الأدارسة في المغرب : العصر الذهبي (١٧٢ ـ ٢٢٣ / ٧٨٨ ـ ٨٣٥) ، سعدون عباس نصر الله. دار النهضة العربية بدون (١٩٨٧ م / ١٤٠٨ ه) ، دولة الأدارسة ملوك ثلمان وفاس وقرطبة : إسماعيل العربي ، دار المغرب الإسلامي. بيروت (١٩٨٣ م / ١٤٠٣ ه) ، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس علي بن أبي زرع الفاس ت (بعد ٧٢٦ ه / ١٣٢٣ م) ، دار المنصور : الرباط ١٩٧٣ م) ، تاريخ الاسلام د. حسن إبراهيم الجزء (٢). وانظر الفهارس.