العساكر تسرع إلى الحجاز والمدينة ، وليس للناس ميرة (١) ولا سلاح ، وكاتبه أهل العدل من الأهواز والبصرة ، وكانوا خواصه ، ولم يكن (٢) في أمره أحد ، ولا إلى بيعته وإظهار دعوته أسرع ، ولا عليها أحرص من المعتزلة ، وقد كان ورد أرض مصر على مواعيد أصحابه غير مرة.
[علمه وزهده وبعض فضائله]
فلم يزل كذلك عمره أجمع ، صابرا في الله ، داعيا إلى إحياء دين الله مجتهدا ، مكدودا متغيبا من الظلمة ، وهم يطلبونه ولا يفترون عنه ، أعلم رجل كان في زمانه ، وأفقههم ، وأزهدهم ، وأحلمهم.
ومن أصحابه الفضلاء ، ومن لا ينوط الكوفيون به أحدا الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عم يحيى بن عمر الخارج بالكوفة ، وله من الروايات ، والتصانيف والنقلة عنه ما يكثر عن الإحصاء (٣).
[٥٩] حدثنا أبو العباس الحسني قال : حدثنا محمد بن بلال عن محمد بن عبد العزيز بن الوليد (٤) قال : سألت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عليهمالسلام عن أبي محمد القاسم (٥) بن إبراهيم عليهالسلام ، فقال : سيدنا وكبيرنا ، والمنظور إليه من أهلنا ، وما في زماننا هذا أعلم منه ، ولقد سمعته يقول : قد قرأت القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، وما علمي بتأويلها دون علمي بتنزيلها ، ثم قال : لو سألت أهل الأرض من علماء أهل البيت؟ لقالوا فيه :
__________________
(١) الطعام يجمع للسفر ونحوه.
(٢) نهاية [٣٥١ ـ أ].
(٣) لصاحب الترجمة العديد من المؤلفات ، انظر : أعلام المؤلفين الزيدية ص (٧٥٩ ـ ٧٦٥) ترجمة (٨٢٢).
(٤) في (أ، ج) : حدثنا أبو العباس الحسني قال : حدثنا ابن بلال بإسناده عن عبد العزيز بن الوليد.
(٥) في (ب) : عن أبي القاسم.