[توبة أبي العتاهية]
وتاب أبو العتاهية على يديه ، وفاء إلى طاعته ، وهو ملك صنعاء والشام ، وأكثر مخاليف [و] رساتيق اليمن (١) ، وسلم إليه ما كان في يده من الممالك والأموال والأثاث وتزهد ولم يزل يجاهد معه أعداءه ويحرض ويجد في نصرته وإعزاز دعوته ، حتى استشهد بين يديه في بعض أيامه وحروبه (٢) رحمة الله عليه ومغفرته ورضوانه.
وأقام الهادي إلى الحق عليهالسلام فيما بينهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويجاهد بمن أطاعه من تولى عنه من الجبارين الظالمين ويقاتل القرامطة والمارقين.
وكان عليهالسلام إماما سابقا فاضلا (٣) فقيها عالما بكتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عاملا بهما ، غير عادل (٤) «عنهما» (٥) إلى غيرهما ، ورعا دينا زاهدا ناصحا جوادا سخيا كريما مبرّزا في جميع الخصال المحمودة المقربة إلى الله جل جلاله.
[مؤلفاته]
وله كتب ومصنفات في الدين والشرع ، منها كتابه الجامع المسمى كتاب الأحكام في الحلال والحرام ، والسنن والأحكام ، قد ضمنه ما يحتاج إليه من (٦) أصول الدين وشرائع الإسلام ما أعلم لأحد من أهل بيت رسول الله كتابا في الفقه أجمع وأكثر فائدة منه ، وغيره من الكتب في الشرائع والأديان (٧).
__________________
(١) ملك صنعاء هو أبو العتاهية ، ورساتيق : المقصود بها محلات وقرى اليمن ، والشام المقصود به شام صعدة.
(٢) في (أ) : وحروبه لصنعاء.
(٣) نهاية الصفحة [٣٦٢ ـ أ].
(٤) أي المائل.
(٥) ساقط في (أ).
(٦) في (أ) : في.
(٧) للإمام الهادي العديد من المؤلفات لا يتسع المقام هنا لسردها تفصيلا.