ولبث فيهم بضع عشرة سنة لا يفتر ولا يكل عن دعائهم إلى طاعة ربهم ولا يهن ولا يفشل عن تأديهم وتقويمهم ، وحملهم على حكم الكتاب والسنة متقبلا سنة (١) آبائه الراشدين مقتديا بهديهم متبعا آثارهم ، مجاهدا أعداء الله ، باذلا نفسه لله مع قلة أنصاره وأعوانه ، وكثرة محاربيه وأعدائه ، حتى جاءه أمر الله الذي لا محيد عنه ، ولا مهرب منه ، فاختار الله له ما عنده وقبضه إليه حميدا مرضيا.
[عمره ومدة مكثه باليمن وتأريخ وفاته]
[٦٥] حدثني أبو العباس الحسني قال : سألت أبا عبد الله اليماني ، لكم مات الهادي عليهالسلام؟
قال : توفي عليهالسلام وهو ابن ثلاث وخمسين سنة (٢) ، هكذا أخبرني المرتضى (٣) عليهالسلام ، وخرج إلى اليمن وهو بن خمس وثلاثين (٤) سنة ، فيكون مدة أيامه على هذا باليمن ثماني عشرة سنة ، وخرج قبل ظهور (٥) الناصر إلى طبرستان بثلاث سنين ، لأن الهادي عليهالسلام خرج باليمن في سنة ثمانين ومائتين ، ودخل الناصر طبرستان آخر سنة إحدى وثلاثمائة ، فبين الميقاتين إحدى (٦) وعشرون سنة ، ودخل الناصر الديلم سنة سبع وثمانين ومائتين ، فبين الميقاتين من السنين سبع ، وتوفي الهادي عليهالسلام في آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين ، فبين وفاته ودخول الناصر ثلاث سنين.
__________________
(١) في (ب ، ج) : سنين.
(٢) ولد الإمام الهادي كما ذكره صاحب الطبقات في حياة جده القاسم سنة (٢٤٥ ه) ، وتوفي لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين عن ثلاث وخمسين سنة.
(٣) هو الإمام محمد بن الإمام يحيى بن الحسين ، ستأتي ترجمته.
(٤) نهاية الصفحة [٣٦٥ ـ أ].
(٥) في (أ) : خروج.
(٦) في (ب ، ج ، د) : أحد.