ولما ولد يحيى بن الحسين عليهالسلام أتي به إلى القاسم بن إبراهيم عليهالسلام فأخذه ووضعه في حجره المبارك وعوذه وبارك عليه ودعا له ، ثم قال لأبيه : ما سميته؟ قال : يحيى ، وقد كان للحسين بن القاسم أخ لأبيه وأمه يسمى يحيى ، توفي قبل ذلك.
قال : فبكى القاسم عليهالسلام وقال : هو والله يحيى صاحب اليمن.
[إخبار أمير المؤمنين علي (ع) بصاحب الترجمة]
قال علي بن محمد بن «عبيد الله» (١) العباسي مصنف سيرة الهادي إلى الحق : قد جاءت الروايات الكثيرة بمقامات الهادي وخروجه :
فمن ذلك قول أمير المؤمنين عليهالسلام فيما رواه أنس بن نافع أنه كان يقول : «تكون فتن بين الثمانين ومائتين فيخرج من عترتي رجل اسمه اسم نبي يميز بين الحق والباطل ويؤلف الله تعالى قلوب المؤمنين على يديه «كما تتآلف قزع الخريف» (٢).
وروي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : أول ما يأتيكم الفرج من قبل اليمن (٣) ، قال العباسي : فسألت أبي وكان معه حين خروجه (٤) فقال : أول ظهوره بالرس بجبل الفرع ، وذلك أنا خرجنا إليه وهو به ومعه عماه محمد والحسن ابنا القاسم ، وكان معه أخوه عبد الله بن الحسين وجماعة فأتيناهم فسلموا علينا وتحدثوا عندنا ساعة ، ثم انصرفوا إلى منازلهم ، ثم عادوا
__________________
(١) ساقط من (أ) ، وفي (ب) : عبد الله.
(٢) ساقط في (أ، ج) ، والخبر في سيرة الإمام الهادي على النحو التالي : بلغنا عن عبيد الله بن موسى قال : حدثني أبي عن بشر بن رافع رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : (يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، يا أيها الناس أنا أعلم الناس صغارا وأعلمهم كبارا ، يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى بنا فتح وبنا ختم ، أيها الناس إنها ما تمر فتنة إلّا وأنا أعرف سائقها وناعقها ، ثم ذكر فتنة بين الثمانين والمائتين فيخرج رجل من عترتي اسمه اسم نبي يملأ الأرض عدلا كما مليت جورا ، يميز بين الحق والباطل ، ويؤلف الله قلوب المؤمنين على يديه كما تتألف فرع الخريف ، انتظروه في الأربع والثمانين ومائتين في أول سنة واردة وأخرى صادرة) ، سيرة الإمام الهادي ص (٣١).
(٣) الرواية في سيرة الإمام الهادي ص (٣١).
(٤) نهاية الصفحة [٣٦٦ ـ أ].