وذكر عن الناصر عليهالسلام أنه قيل له : إنك تدعي الإمامة لنفسك؟ فقال الناصر عليهالسلام : أنا باب حطة ، أنا الذي لو أوحى الله إلى الصالحين لأوحى (١) إليّ.
وذكر أنه قال : قرأت خمسة عشر كتابا من الكتب المنزلة من السماء ، ويحكى من شجاعته ما لا يقادر قدره ، ذكر أنه في بعض أيامه وقد أتته الخيل والعسكر من ثلاث جوانب من ورائه الخيل وقدامه من الديلم ومن فوقه من الجيل حتى ردهم وهزمهم الله بإذنه.
وهذا أقل ما يلقى الرجل إذا ارتقى مثلما ارتقى هو من دخول بلاد الجيل والديلم وأكثرهم كفار ، عبدة الأشجار والأحجار ، وبقي بها أربع عشرة سنة (٢) ينازعهم ملكهم ويحاربهم ، ويقاتلهم حتى أسلموا على يديه وخرجوا معه ، ولقد خرج مرارا ، فلم يكن له ظفر إلّا في الخرجة الخامسة.
ولم يكن كل خروجه إلى آمل ، قد كان له إلى غير آمل أيضا ، وذكر عنه أيضا أنه قال : ما وضعت لبنة على لبنة ، ولا آجرة على آجرة ، ولما دخل مدينة آمل ونزل في دار الإمارة والقصور لم يشتغل بعمارتها وإصلاحها حتى انهدمت فقيل له : لو أمرت بالإصلاح؟ فقال : إنما جئت للتخريب والهدم لا للعمارة والتجديد ، فلم يعمرها.
[سبب خروجه إلى الديلم]
وقيل : إنه كان سبب وقوعه إلى الديلم أنه كان بآمل فورد عليه كتاب «جستان» (٣) يعرفه بأني أريد التوبة وفي يدي أموال ورجال ، وسأله المجيء إلى هناك ، فلم يلتفت الناصر إلى قوله ولم يعبأ بكتابه حتى ثنى الكتاب إليه وثلث ، وذكر في الكتاب الثالث : فإنك إن نهضت فهو
__________________
(١) نهاية الصفحة [٣٨٣ ـ أ].
(٢) أي الجيل والديلم. انظر الإفادة ص (١٥٤).
(٣) في (أ، ج) : جستار.