وفي رواية أخرى بمسند أحمد انّ ذلك كان في غزوة حنين (١).
وفي رواية ثالثة بسنن أبي داود وسنن النسائي ومسند أحمد لم تعيّن فيها الغزوة (٢).
وسبب قول عثمان وجبير لرسول الله ما قالا ، وجوابه ايّاهما بما مرّ ، ان عبد مناف ولد بنين أربعة :
أ ـ هاشم واسمه عمرو.
ب ـ المطّلب.
ج ـ عبد شمس.
د ـ نوفل (٣).
واجمعت بنو هاشم وبنو المطلب على نصرة رسول الله ، وحاربتهم قريش جميعا وكتبت عليهم صحيفة بمقاطعتهم ، فدخلوا جميعا شعب أبي طالب ومكثوا فيه سنيّ المقاطعة خلافا لبني عبد شمس وبني نوفل الذين شاركوا قريشا في أمرهم ، وفي ذلك يقول ابن أبي الحديد :
وكان ممّا بطّأ ببني نوفل عن الاسلام ابطاء اخوتهم من بني عبد شمس ، فلم يصحب النبي منهم أحد ، ولا شهد مشاهده الكريمة خلافا لبني المطلب ، فقد حثهم على الإسلام فضل محبتهم لبني هاشم لأنّ امر النبي كان بينا ، وإنّما كان يمنع عنه الحسد والبغض ، ومن لم يكن فيه هذه العلة ؛ لم يكن له دون الإسلام مانع وشهد بدرا من بني المطلب بنو الحارث بن المطّلب كلّهم : عبيدة وطفيل وحصين ، ومسطح بن اثاثة بن عباد بن المطلّب ، وقال أبو طالب لمطعم بن عدى بن نوفل في أمر النبي لمّا تمالأت عليه قريش :
__________________
ـ لفظهم عن لفظ البخاري في صحيحه ٣ / ٣٦ باب غزوة خيبر ، وعن لفظ النسائي في سننه ٢ / ١٧٨ ، وباب قسمة الخمس من كتاب الجهاد في سنن ابن ماجة ص ٩٦١ والواقدي ، في مغازيه ص ٦٩٦ ، وفيه : إنّ ذلك كان بإشارة جبرئيل ، وأبي عبيد في الأموال ص ٣٣١.
وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وأم أمه أم حبيب بنت العاص بن أميّة وكان أبوه أحد من قام بنقض صحيفة المقاطعة. أسلم بعد الحديبية أو بعد الفتح. أسد الغابة ١ / ٢٨١.
(١) مسند أحمد ٤ / ٨٥.
(٢) سنن أبي داود ٢ / ٥١ ـ ٥٢ ، وسنن النسائي ، ٢ / ١٧٨ ، ومسند أحمد ٤ / ٨٣.
(٣) راجع الجمهرة لابن حزم ص ١٤.