جزى الله عنّا عبد شمس ونوفلا |
|
جزاء مسيء عاجلا غير آجل |
الأبيات ـ انتهى (١).
ذكر الراوي في هذا الحديث وهو جبير بن مطعم أنّ الرسول (ص) وضع «سهم ذي القربى» في بني هاشم وبني المطلب ، ونحن نرى انّ الذي شاهده الراوي في هذا الخبر ، هو أنّ الرسول دفع إلى هؤلاء من سهام الخمس ولم يدفع منها إلى بني أميّة وبني نوفل. أمّا تشخيص السهم الذي دفع الرسول منه إلى هؤلاء ، فهذا ما ذكره الراوي من عند نفسه ولم يرو أنّ الرسول قال ذلك. ومن الجائز أنّ الرسول قد أعطى بعض أولئك من سهم الله وسهم رسوله ، فانّ الرسول كان يضعها حيث يشاء كما سبق ذكره ، وأنّه أعطى بعضهم من سهم المساكين فإنّ الصدقة كانت محرّمة على فقرائهم كما يأتي بيانه في ما يلي.
تحريم الصدقة على الرسول وذوي قرباه
إنّ الاحاديث في ذلك كثيرة ، منها ما رواه مسلم في صحيحه : أنّ النبيّ (ص) كان إذا أتي بطعام سأل عنه فإن قيل هدية أكل منها وإن قيل صدقة لم يأكل منها (٢).
ومنها ما رواه مسلم والبخاري في صحيحيهما ، وأبو داود والدارمي في السنن :
__________________
(١) أوردناه باختصار من شرح النهج ٣ / ٤٨٦ ، وعبيدة «عبيد في المتن محرف» وطفيل وحصين أمهم سخيلة بنت خزاعي الثقفي ، أسلم عبيدة قبل دخول النبي دار الأرقم ، وكان أسن من النبيّ بعشر سنين وهاجر مع أخوته وابن عمهم مسطح إلى المدينة في وقت واحد. وفي ربيع الأوّل من السنة الأولى للهجرة ، عقد له رسول الله أول لواء عقد وبعثه في ستين راكبا من المهاجرين فالتقوا بالمشركين ورئيسهم أبو سفيان بثنية المرة. وبارز عبيدة عتبة الأموي ببدر فاختلفا ضربتين أثبت كلّ منهما صاحبه فذفف علي وحمزة على عتبة وحملا عبيدة إلى رسول الله فوضع رأسه على ركبته ، وتوفي بالصفراء مرجعهم من بدر وعمره ثلاث وستون سنة ـ أسد الغابة ٣ / ٣٥٦ ، وتوفي الطفيل سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ، وتوفى أخوه الحصين بعده بأربعة اشهر. أسد الغابة ٣ / ٥٢.
روى ابن الأثير بترجمة الحصين في أسد الغابة ٣ / ٢٤ عن ابن عباس أن قوله تعالى (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية ١١٠ من سورة الكهف نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة والطفيل والحصين بني الحارث ومسطح ابن أثاثة بن عباد بن المطلب.
ومسطح أمّه ابنة أبي رهم بن المطلب ، وأمّ أمّه رائطة بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر. قيل توفي سنة أربع وثلاثين وقيل شهد صفين مع علي وتوفي سنة ٣٧. اسد الغابة ٤ / ٣٥٤.
(٢) صحيح مسلم ٣ / ١٢١ باب قبول النبيّ الهدية ورده الصدقة ، ومجمع الزوائد ٣ / ٩٠.