طويلا حتّى أردنا أن نكلّمه ـ وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلّماه ـ ثمّ قال : «إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمّد ، انّما هي أوساخ الناس ، ادعوا الي محميّة ـ وكان على الخمس ـ ونوفل بن الحارث بن عبد المطّلب» قال : فجاءاه ، فقال لمحميّة : «أنكح هذا الغلام ابنتك». للفضل بن عبّاس ، وقال لنوفل بن الحارث : أنكح هذا الغلام ابنتك». لي ، فأنكحني ، وقال لمحميّة : أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا (١).
هكذا أبى الرسول أن يستعمل واحدا من بني هاشم على الصدقات. ومن ثمّ نعرف خطأ من توهم أنّ الرسول بعث عليّا إلى اليمن مصدّقا ، والصواب ما قاله ابن قيّم الجوزية (٢) في : «فصل في أمرائه» من كتاب زاد المعاد قال : «وولى علي بن أبي طالب الأخماس باليمن والقضاء بها».
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ / ١١٨ ، باب تحريم الزكاة على آل النبي ، ومسند أحمد ٤ / ١٦٦ ، وسنن النسائي ١ / ٣٦٥ باب استعمال آل النبي ، وسنن أبي داود ٢ / ٥٢ كتاب الخراج والإمارة باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى ح ٢٩٨٥ ، وط دار إحياء السنّة النبويّة ٣ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ؛ والأموال لأبي عبيد ص ٣٢٩ ، ومجمع الزوائد ٣ / ٩١ ، وفي ترجمة عبد المطّلب ابن ربيعة ونوفل بن الحارث ومحمية بأسد الغابة ، وفي تفسير العياشي ٢ / ٩٣ ، ومغازي الواقدي ص ٦٩٦.
وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كان أسن من عمه العباس ، وشريك عثمان في التجارة وأعطاه الرسول من خيبر مائة وسق. توفي بالمدينة سنة ٢٣. أسد الغابة ٢ / ٦٦.
وابنه عبد المطلب توفي بدمشق سنة ٦١ ه. أسد الغابة ٣ / ٣٣١.
والفضل بن عباس ، كان اكبر ولد أبيه ، شهد غسل النبي اختلفوا في سنة وفاته ومكان وفاته في اليرموك أو عمواس أو يوم مرج الصفر. أسد الغابة ٤ / ١٨٣ ، اخرج له اصحاب الصحاح الستة ٢٤ حديثا ، تقريب التهذيب ٢ / ١١٠ ، وجوامع السيرة ص ٢٨٢.
ونوفل بن الحارث آخى الرسول بينه وبين العباس وكانا شريكين في الجاهلية. توفي بالمدينة سنة خمس عشرة. أسد الغابة ٥ / ٤٦.
ومحمية بن جزء بن عبد يغوث الزبيدي ، كان قديم الإسلام شهد غزوة المريسيع. اسد الغابة ٤ / ٢٣٤.
تفسير الألفاظ من النووي شارح صحيح مسلم :
فانتحاه ربيعة : اي عرض له وقصده. وما تصرران : اي تجمعانه في صدريكما من الكلام وكل شيء جمعته فقد صررته. وتواكلنا : أي وكل أحدنا الكلام إلى صاحبه. و : ألمع ولمع أشار بثوبه أو بيده. القرم : السيد وقصد منه المقدم في معرفة الامور وبحور ما بعثتما به : أي بجوابه.
(٢) شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية ٦٩١ ـ ٧٥١ ه من تآليفه «زاد المعاد في هدى خير العباد» رجعنا الى ط. الحلبي بمصر سنة ١٣٩٠ ه ، ج ١ / ٤٧.