وهي مثل مجموع سهام سائر الغزاة في خيبر ، وهذا يقتضي أن يكون قسم من خيبر ممّا أفاء الله على رسوله بلا إيجاف خيل ولا ركاب ، وأنّ ذلك أضيف إلى سهم الخمس ممّا فتح منها عنوة وبذلك صار مجموع سهام النبي مساويا لمجموع سهام المسلمين منها.
ه ـ فدك : قال ياقوت : فدك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة ، وفيها عين فوّارة ونخيل كثير (١).
بعث رسول الله (ص) إلى أهل فدك وهو بخيبر أو منصرفه منه يدعوهم إلى الإسلام فابوا (٢). فلما فرغ رسول الله (ص) من خيبر ، قذف الله الرعب في قلوبهم فبعثوا إلى رسول الله (ص) يصالحونه على النصف فقبل ذلك منهم (٣).
وفي الأموال لأبي عبيد : كان أهل فدك قد أرسلوا إلى رسول الله (ص) فبايعوه على أنّ لهم رقابهم ونصف أراضيهم ونخلهم ، ولرسول الله شطر أراضيهم ونخلهم (٤).
وفي فتوح البلدان : فكان نصف فدك خالصا لرسول الله ، لأنّه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب وكان يصرف ما يأتيه منها (٥).
وفي شواهد التنزيل للحسكانيّ ، وميزان الاعتدال للذهبيّ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ، والدّرّ المنثور للسيوطي ، ومنتخب كنز العمال ، واللفظ للأول عن أبي سعيد الخدري : لمّا
نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دعا النبيّ فاطمة وأعطاها فدك (٦).
وفي تفسير الآية (٣٨) من سورة الروم عن ابن عباس كذلك (٧).
و ـ وادى القرى : وادي القرى واد بين المدينة والشام ، ما بين تيماء وخيبر ، وتيماء بليد بأطراف الشام (٨).
__________________
(١) بمادة «فدك» من معجم البلدان.
(٢) فتوح البلدان ١ / ٣١ و ٣٢ ـ ٣٤ منه ، وكتابا الأحكام السلطانية للماوردي ص ١٧٠ ، ولأبي يعلى ص ١٨٥.
(٣) سيرة ابن هشام ٣ / ٤٠٨ ، والاكتفاء ٢ / ٢٥٩ ، وراجع مغازي الواقدي ص ٧٠٦ ـ ٧٠٧ ، وإمتاع الأسماع ص ٣٣١ ، وشرح النهج ٤ / ٧٨.
(٤) الأموال لأبي عبيد ص ٩.
(٥) فتوح البلدان للبلاذري ، ١ / ٤١ ، ط. دار النشر للجامعيين ، بيروت ، ١٩٥٧ م.
(٦) بتفسير الآية ٢٦ من سورة بني إسرائيل في شواهد التنزيل ١ / ٣٣٨ ـ ٣٤١ بسبعة طرق ، والدرّ المنثور ٤ / ١٧٧ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٨ ط. الأولى ، وكنز العمال ٢ / ١٥٨ ط. الأولى ومنتخبه ٢ / ١٥٨ ، ومجمع الزوائد ٧ / ٤٩ ، والكشاف ٢ / ٤٤٦ ، وتاريخ ابن كثير ٣ / ٣٦.
(٧) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ٤٤٣.
(٨) بمادة «تيماء» من معجم البلدان.