ربع (١).
وأمّا رحل رسول الله (ص) فقد روى هشام الكلبي عن عوانة بن الحكم أنّ أبا بكر الصدّيق (رض) دفع إلى علي (رض) آلة رسول الله (ص) ودابّته وحذاءه وقال ما سوى ذلك صدقة (٢).
* * *
كانت تلك أخبار ما تملّكه الرسول بالخمس والهبة والفيء من الضياع ، وهب شيئا منها إلى بعض صحابته وبعض ذوي قرباه في حياته ، وأمسك بعضها ضمن ما يملكه وفي ما يلي أخبار تركته من بعده :
خبر تركة الرسول وخبر شكوى فاطمة
استولى الصحابيان الخليفتان أبو بكر وعمر (رض) مرّة واحدة على كلّ ما تركه الرسول من ضياع من بعده ولم يتعرّضا لشيء ممّا أقطع منها للمسلمين عدا ما فعلا بفدك التي كان النبي قد أقطعها ابنته فاطمة في حياته ، فإنّهما استوليا عليها كما استوليا على سائر ضياع النبيّ ومن هنا نشأ الخلاف بين فاطمة وبينهما على ذلك ، وعلى إرثها من الرسول كما شرحته الروايات الآتية :
أ ـ رواية عمر :
عن عمر : لمّا قبض رسول الله (ص) جئت أنا وابو بكر إلى علي فقلنا : ما تقول في ما ترك رسول الله (ص)؟
قال : نحن أحقّ الناس برسول الله (ص).
قال : فقلت : والّذي بخيبر؟
قال : والّذي بخيبر.
قلت : والّذي بفدك؟
قال : والذي بفدك.
فقلت : أما والله حتّى تحزّوا رقابنا بالمناشير فلا (٣).
__________________
(١) الأحكام السلطانية للماوردي ص ١٧١ ، ولأبي يعلى ص ١٨٥ ـ ١٨٦.
(٢) الأحكام السلطانية للماوردي ص ١٧١ ، ولأبي يعلى ص ١٨٦.
(٣) مجمع الزوائد ج ٩ / ٣٩ باب «في ما تركه الرسول (ص)» عن الطبراني في الأوسط.