بها ، فقال عثمان لعليّ كلمة ، ثم قال علي : لقد علمت أنّا قد تمتّعنا مع رسول الله (ص) فقال : أجل ، ولكنّا كنا خائفين!
وفي رواية بمسند أحمد : فقال عثمان لعليّ إنّك كذا وكذا.
وفي رواية أخرى : فقال عثمان لعلي قولا.
وفي آخر الرواية : قال شعبة فقلت لقتادة : ما كان خوفهم؟ قال : لا أدري (١).
في هذا الحديث كتموا قول عثمان لعلي وأبدلوه مرّة بلفظ. «إنّك كذا وكذا» ومرّة بلفظ «قولا» ، أمّا قول عثمان : «أجل ولكنّا كنا خائفين» فلم يدر قتادة ما خوفهم ولست أدر ي ـ أيضا ـ ولا المنجّم يدري ما كان خوفهم وقد أمرهم رسول الله بأداء عمرة التمتع في حجّة الوداع وأدّوها حينذاك أي في آخر سنة من حياة الرسول وكان ذلك بعد انتشار الإسلام في الجزيرة العربية وبعد انحسار الشرك منها إلى الأبد.
قال ابن كثير : ولست أدري على م يحمل هذا الخوف ، من أيّ جهة كان؟
وقال قبله : قد أطد الله له الإسلام ، وفتح البلد الحرام ، وقد نودي برحاب منى أيّام الموسم في العام الماضي : أن لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان (٢).
في الحديث السابق احتجّ عثمان على صحّة فتواه بأنّهم أدّوا عمرة التمتع لأنّهم كانوا خائفين وفي الأحاديث الآتية : لم يحتجّ بشيء وأبدى عنفا أكثر.
في صحيح مسلم والبخاري وسنن النسائي ومسند الطيالسي وأحمد وغيرها واللفظ للأوّل عن سعيد بن المسيّب ، قال : اجتمع عليّ وعثمان بعسفان وكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة ، فقال علي : ما تريد إلى أمر فعله رسول الله تنهى عنه؟ فقال عثمان : دعنا منك! قال : لا أستطيع أن أدعك منّي. فلمّا رأى عليّ ذلك أهلّ بهما جميعا (٣).
__________________
(١) صحيح مسلم ، الحديث ١٥٨ ص ٨٩٦ باب جواز التمتع من كتاب الحج ، ومسند أحمد ١ / ٩٧ ، الحديث ٧٥٦ والرواية الثانية في ص ٦٠ ، الحديث ٤٣١ ونظيره الحديث ٤٣٢ بعده ، وسنن البيهقي ٥ / ٢٢ ، والمنتقى ، الحديث ٢٣٨٢ ، وراجع كنز العمال ط. الأولى ٣ / ٣٣ ، وشرح معاني الأخبار ، كتاب مناسك الحج ص ٣٨٠ و ٣٨١ ، وفي تاريخ ابن كثير ٥ / ١٢٧ بايجاز ، وقال في ص ١٢٩ منه بعد إيراد الحديث : فهذا اعتراف من عثمان (رض) بما رواه علي. ومعلوم أنّ عليّا (رض) أحرم في حجة الوداع بإهلال النبي.
(٢) تاريخ ابن كثير ٥ / ١٣٧.
(٣) صحيح مسلم ، ص ٨٩٧ ، الحديث ١٥٩ باب جواز التمتع ، وصحيح البخاري ج ١ / ١٩٠ باب التمتع والإقران ، ومسند الطيالسي ١ / ١٦ ، ومسند أحمد ١ / ١٣٦ ، الحديث ١١٤٦ ، وسنن البيهقي ٥ / ٢٢ ، ومنحة المعبود ـ