وفيه وفي البخارى عن أبي جمرة الضبعي قال : تمتّعت فنهاني ناس عن ذلك فأتيت ابن عباس فسألته عن ذلك فأمرني بها ، قال : ثمّ انطلقت إلى البيت فنمت ، فأتاني آت في منامي فقال : عمرة متقبّلة وحجّ مبرور ، قال : فأتيت ابن عبّاس فأخبرته بالّذي رأيت. فقال : الله أكبر! سنّة أبي القاسم (ص) (١).
وفي مسند أحمد وغيره واللفظ لأحمد عن كريب مولى ابن عبّاس قال : قلت له : يا أبا العباس أرأيت قولك ما حجّ رجل لم يسق الهدي معه ثم طاف البيت إلّا حلّ بعمرة ، وما طاف بها حاجّ قد ساق الهدي إلّا اجتمعت له عمرة وحجّة. والناس لا يقولون هذا.
فقال : ويحك! إنّ رسول الله خرج ومن معه من أصحابه لا يذكرون إلّا الحجّ فأمر رسول الله (ص) من لم يكن معه الهدي أن يطوف بالبيت ويحلّ بعمرة فجعل الرجل منهم يقول : يا رسول الله! إنّما هو الحجّ فيقول رسول الله (ص) «إنّه ليس بالحجّ ولكنّها عمرة» (٢).
محاججة ابن عبّاس وابن الزبير حول عمرة التمتّع
روى مسلم عن مسلم القريّ قال : سألت ابن عباس عن متعة الحجّ : فرخّص فيها وكان ابن الزبير ـ عبد الله ـ ينهى عنها فقال ـ ابن عباس ـ هذه أمّ ابن الزبير تحدّث أنّ رسول الله (ص) رخّص فيها. فادخلوا عليها فاسألوها قال : فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء. فقالت : قد رخّص رسول الله (ص) فيها (٣).
وفي زاد المعاد قال عبد الله بن الزبير : أفردوا الحجّ ـ أي لا تجمعوا بين الحجّ والعمرة ـ ودعوا قول أعماكم هذا. فقال عبد الله بن عباس : إنّ الذي أعمى قلبه لأنت. ألا تسأل أمّك عن هذا؟ فأرسل إليها فقالت : صدق ابن عبّاس. جئنا مع
__________________
(١) صحيح مسلم ، باب جواز العمرة في أشهر الحج ، الحديث ٢٠٤ ص ٩١١ ، ومسند أحمد ١ / ٢٤١ ، وسنن أبي داود المناسك باب ٨٠ ، والدارمي ، باب ٤١ ، والبيهقي ٥ / ١٩ ، والبخاري ١ / ١٩٠.
وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي البصري نزيل خراسان ، من الثالثة ، مات سنة ١٢٨. أخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح. تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٠.
(٢) مسند احمد ١ / ٢٦١ ، ومجمع الزوائد ٣ / ٢٣٣. وكريب بن ابي مسلم أبو رشيدين من الثالثة. أخرج حديثه أصحاب الصحاح تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤.
(٣) صحيح مسلم ، باب في متعة الحج ، الحديث ١٩٤ ، وسنن البيهقي ٥ / ٢١ ـ ٢٢. ومسلم بن مخراق العبدي القري البصري من الرابعة. تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٦.