امرأة فشارطها وأشهدوا على ذلك عدولا فمكث معها ما شاء الله أن يمكث ثمّ إنّه خرج ، فأخبر بذلك عمر بن الخطّاب ؛ فأرسل إليّ فسألني أحقّ ما حدّثت؟ قلت : نعم ، قال : فإذا قدم فآذنينى به ، فلمّا قدم أخبرته فأرسل إليه ، فقال : ما حملك على الّذي فعلته؟ قال : فعلته مع رسول الله (ص) ثمّ لم ينهنا عنه حتّى قبضه الله ، ثمّ مع أبي بكر فلم ينهنا حتّى قبضه الله ، ثمّ معك فلم تحدث لنا فيه نهيا ، فقال عمر : أما والّذي نفسي بيده لو كنت تقدّمت في نهي لرجمتك ، بيّنوا (١) حتّى يعرف النكاح من السفاح (٢).
وفي مصنف عبد الرزّاق : عن عروة : إنّ ربيعة بن أميّة بن خلف تزوّج مولّدة من مولّدات المدينة بشهادة امرأتين إحداهما خولة بنت حكيم ، وكانت امرأة صالحة ، فلم يفجأهم إلا الوليدة قد حملت ، فذكرت ذلك خولة لعمر بن الخطاب ، فقام يجرّ صنفة ردائه (٣) من الغضب حتى صعد المنبر ، فقال : إنّه بلغني أنّ ربيعة بن أميّة تزوّج مولّدة من مولّدات المدينة بشهادة امرأتين ، وإنّي لو كنت تقدّمت في هذا لرجمت (٤).
وفي موطّأ مالك ، وسنن البيهقي ، واللفظ للأوّل : إنّ خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطّاب. فقالت : إنّ ربيعة بن أميّة استمتع بامرأة فحملت منه ، فخرج عمر يجرّ رداءه ، فقال : هذه المتعة. ولو كنت تقدّمت فيها لرجمت (٥).
وفي الإصابة : إنّ سلمة بن أميّة استمتع من سلمى مولاة حكيم بن أميّة بن الأوقص الأسلمي فولدت له فجحد ولدها فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة (٦).
وفي المصنف لعبد الرزاق ، عن ابن عباس قال : لم يرع أمير المؤمنين إلّا أمّ أراكة قد خرجت حبلى ، فسألها عمر عن حملها ، فقالت : استمتع بي سلمة بن أميّة بن خلف ...(٧)
__________________
(١) لعل الصواب «بتوا».
(٢) كنز العمال ٨ / ٢٩٤ ط. دائرة المعارف حيدرآباد دكن سنة ١٣١٢. وط الثانية ٢٢ / ٩٥.
(٣) صنفة ردائه ، صنفة الإزار بكسر النون : طرفه ـ نهاية اللغة.
(٤) المصنف لعبد الرزاق ٧ / ٥٠٣ ، وراجع مسند الشافعي ص ١٣٢ ، وترجمة ربيعة بن اميّة من الإصابة ١ / ٥١٤.
(٥) موطأ مالك ص ٥٤٢ ح ٤٢ باب نكاح المتعة ، وسنن البيهقي ٧ / ٢٠٦ وفي لفظه : لرجمته ، وراجع كتاب الأمّ للشافعي ٧ / ٢١٩ ، وتفسير السيوطي ٢ / ١٤١.
(٦) ترجمة سلمى غير منسوبة من الإصابة ج ٤ / ٣٢٤ وترجمة سلمة من الإصابة ج ٢ / ٦١.
(٧) المصنف لعبد الرزاق ٧ / ٤٩٩.