حجّكم عن عمرتكم وابتّوا نكاح هذه النساء فلن أوتى برجل تزوّج إلى أجل إلّا رجمته (١).
وفي لفظ البيهقي : تمتعنا مع رسول الله (ص) وأبي بكر (رض) فلمّا ولي عمر خطب الناس فقال : إنّ رسول الله (ص) هذا الرسول وأنّ القرآن ، هذا القرآن وأنّهما كانتا متعتان على عهد رسول الله (ص) وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما إحداهما متعة النساء ، ولا أقدر على رجل تزوّج امرأة إلى أجل إلّا غيّبته بالحجارة ، والأخرى متعة الحجّ ، افصلوا حجّكم عن عمرتكم فإنّه أتمّ لحجكم وأتمّ لعمرتكم (٢).
بين ابن عباس وآخرين
في مصنّف عبد الرزاق : وقال [ابن] صفوان هذا ابن عبّاس يفتي بالزنا فقال ابن عبّاس : إنّي لا أفتي بالزنا ، أفنسي [ابن] صفوان أم أراكة؟ فو الله إنّ ابنها لمن ذلك ، أفزنا هو واستمتع بها رجل من بني جمح (٣).
وفي رواية أخرى : عن طاوس قال : قال ابن صفوان : يفتي ابن عبّاس بالزّنا ، قال : فعدّد ابن عبّاس رجالا كانوا من أهل المتعة ، قال : فلا أذكر ممّن عدد غير معبد ابن أميّة(٤).
معبد هو معبد بن سلمة بن أميّة.
وفي رواية أخرى : عن ابن عباس لم يرع عمر أمير المؤمنين إلّا أمّ أراكة خرجت حبلى فسألها عمر عن حملها ، فقالت : استمتع بي سلمة بن أميّة بن خلف ، فلمّا أنكر [ابن] صفوان على ابن عباس ما يقول في ذلك ، قال : فسل عمّك (٥).
__________________
(١) صحيح مسلم ، باب في المتعة بالحج ص ٨٨٥ ح ١٤٥ ، ومسند الطيالسي ح ١٧٩٢ ص ٢٤٧ واللفظ له ، واحكام القرآن للجصاص ٢ / ١٧٨ ، وتفسير السيوطي ١ / ٢١٦ ، وراجع الكنز ٨ / ٢٩٤ ، وتفسير الرازي ٣ / ٢٦.
(٢) سنن البيهقي ٧ / ٢٠٦.
(٣) المصنف لعبد الرزاق ٧ / ٤٩٨ باب المتعة ، ورجل من جمح هو سلمة بن أمية ، وفي لفظه صفوان تحريف والصواب ابن صفوان كما ورد في الرواية الثانية فان صفوان كان قد توفي بمكة وسوى عليه التراب فوردها نعي عثمان وابن صفوان أراه عبد الله الأكبر الذي قتل مع ابن الزبير. راجع جمهرة أنساب ابن حزم ص ١٥٩ ـ ١٦٠ وإنما قلنا : هو ابن صفوان وليس بصفوان لأنّ مناقشات ابن عباس في شأن المتعتين كانت على عهد ابن الزبير وكان يوم ذاك قد توفي صفوان.
(٤) المصنف لعبد الرزاق ٧ / ٤٩٩.
(٥) المصنف لعبد الرزاق ٧ / ٤٩٩.