إذا أردنا ان نبحث عن مصدر الأحكام في مدرسة أئمّة أهل البيت بعد القرآن فلا بدّلنا من الرجوع إلى مصادر الدراسة في مدرستهم خاصّة ، كما فعلنا ذلك في استكشاف اتّجاه مدرسة الخلفاء في هذا الصدد ورجعنا إلى مصادر الدراسة في مدرستهم خاصة ، وهذا ما تقتضيه الأمانة العلمية في البحث ، وإذا رجعنا إلى مصادر الدراسة بمدرسة أهل البيت ، وجدنا أنّ أئمة أهل البيت لم يعتمدوا في بيان الأحكام الإسلامية الرأي المسمّى بالاجتهاد في عرف مدرسة الخلفاء ، وإنّما استندوا إلى ما توارثوه عن رسول الله (ص) من حديث في كتب خاصة بهم ، كما يتضح ذلك في البحوث الآتية :
أئمة أهل البيت (ع) لا يعتمدون الرأي في بيان الأحكام
في الكافي : سأل رجل أبا عبد الله ـ الإمام جعفر الصادق ـ عن مسألة فأجابه فيها ، فقال الرجل : أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له : مه ، ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله ، لسنا من (أرأيت) في شيء (١).
أحاديث أئمة أهل البيت مسندة إلى الله ورسوله
في بصائر الدرجات : مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله لسنا نقول برأينا
__________________
(١) الكافي ١ / ٥٨ من أصول الكافي تأليف أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي (ت : ٣٢٨ أو ٢٩ ه) ط. طهران سنة ١٣٧٥ ه ، والوافي ١ / ٥٩ تأليف محمد بن مرتضى المشهور بملا محسن الفيض الكاشاني (ت : ١٠٩١ ه) ط. سنة ١٣٢٤ ه.