من شيء (١).
قال المجلسي : لمّا كان مراده ـ أيّ السائل ـ أخبرني عن رأيك الذي تختاره بالظنّ والاجتهاد ؛ فقد نهاه (ع) عن هذا الظنّ ، وبيّن له أنّهم لا يقولون شيئا إلّا بالجزم واليقين وبما وصل إليهم من سيّد المرسلين (ص) (٢).
وفي بصائر الدرجات ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر الإمام محمّد الباقر (ع) انّه قال : لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّه فبيّنها لنا (٣).
وفيه أيضا عن الفضيل عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنّه قال : بيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّه (ص) فبيّنها نبيّه لنا ، فلو لا ذلك كنّا كهؤلاء الناس (٤).
وفيه عن سماعة عن أبي الحسن (ع) قال قلت له : كلّ شيء تقول به في كتاب الله وسنّة «نبيه» أو تقولون فيه برأيكم؟ قال : بل كل شيء نقوله في كتاب الله وسنّة نبيّه(٥).
توارث أئمة أهل البيت (ع) علومهم
في بصائر الدرجات عن داود بن أبي يزيد الأحول عن أبي عبد الله ـ الإمام الصادق ـ قال : سمعته يقول : أنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ولكنّها آثار من رسول الله أصل علم نتوارثها كابرا عن كابر ، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم (٦).
__________________
(١) بصائر الدرجات ص ٣٠١ تأليف محمّد بن الحسن الصفار (ت : ٢٩٠ ه) ط ١٢٨٥ ه.
(٢) بشرح الحديث من مرآة العقول للمجلسي محمد باقر (ت : ١١١١ ه).
(٣) بصائر الدرجات ص ٢٩٩ ح ٢.
(٤) بصائر الدرجات ص ٣٠١ ح ٩.
وأبو القاسم الفضيل بن يسار مولى بني نهد من أصحاب الإمامين الباقر والصادق ، كوفي انتقل إلى البصرة ـ قاموس الرجال ٧ / ٣٤٣.
(٥) بصائر الدرجات ص ٣٠١ ح ١ ، وفي نسختنا «نقول به في كتاب الله وسنته» ولكنه بين الخطأ ويعرف الصواب من جواب الإمام «وسنة نبيه» وأبو محمد سماعة بن مهران ، بياع القزّ ، حضرمي ، كوفي روى عن الإمام الصادق ، وله كتاب ، قاموس الرجال ٥ / ٣.
(٦) بصائر الدرجات ص ٢٩٩.
وداود بن فرقد أبو يزيد الأسدي مولى أبي سمان الكوفي ، روى عن الإمامين الصادق والكاظم (ع) قاموس الرجال ٤ / ٥٦.