ثم توارث الأئمة من ولد الإمام عليّ تلك الصحف كابرا عن كابر كما صرّحت بذلك الروايات التالية :
في بصائر الدرجات عن جابر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر الباقر : إن عندي لصحيفة فيها تسعة عشر صحيفة قد حبأها رسول الله (١).
وعن الفضيل بن يسار ، قال : قال أبو جعفر (ع) : يا فضيل! عندنا كتاب عليّ سبعون ذراعا ما على الأرض شيء يحتاج إليه ألا وهو فيه حتى أرش الخدش (٢) ثمّ خطّه بيده على إبهامه (٣).
وعن حمران بن أعين عن أبي جعفر (ع) قال : أشار إلى بيت كبير وقال : يا حمران إنّ في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا بخطّ عليّ وإملاء رسول الله ، ولو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة (٤).
وعن محمّد بن مسلم قال : قال أبو جعفر : إنّ عندنا صحيفة من كتب علي طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها لا نعدوها وسألته عن ميراث العلم ما بلغ! أجوامع هو من العلم أم فيه تفسير كلّ شيء من هذه الأمور التي تتكلّم فيه الناس مثل الطلاق والفرائض؟ فقال : إنّ عليّا كتب العلم كلّه القضاء والفرائض فلو ظهر أمرنا لم يكن شيء إلا فيه ، نمضيها (٥).
وفي رواية أخرى : فلو ظهر أمرنا فلم يكن شيء إلّا وفيه سنّة نمضيها (٦).
وفيه عن محمّد بن مسلم عن أحدهما أي الإمام الباقر أو الإمام الصادق (ع). قال:
__________________
ـ عهد الإمام حتى عصر زياد بن أبيه كما يعلم ذلك من ترجمته بقاموس الرجال ج ١٠ / ٧.
ومسكن موضع على نهر دجيل في العراق ، وقصد الإمام من (قطائع رسول الله وأهل بيته) مختصّاتهم ، ومبهرجة : باطلة ورديئة.
(١) بصائر الدرجات ص ١٤٤.
(٢) دية الجراحات.
(٣) بصائر الدرجات ص ١٤٧ أرى في الحديث تقديما وتأخيرا والصواب «ثم خطّ بابهامه على يده».
(٤) بصائر الدرجات ص ١٤٣.
(٥) بصائر الدرجات ص ١٤٣. أبو جعفر الأوقص محمد بن مسلم بن رباح الطحان الثقفي مولاهم روى عن الباقر (ع) ، له كتاب : «الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام» (ت : ١٥٠ ه) ، قاموس الرجال ٨ / ٣٧٨.
(٦) بصائر الدرجات ص ١٦٤.