ذراعا بذراع رسول الله وأملاه من فلق فيه وخطّ عليّ بيمينه فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج إليه الناس حتّى الأرش في الخدش وضرب بيده إليّ ، فقال : تأذن لي يا أبا محمّد! قال: قلت : جعلت فداك إنّما أنالك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذه كأنّه مغض ـ قال : قلت : هذا والله العلم ... الحديث (١).
وعن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن عندنا لصحيفة يقال لها الجامعة ما من حلال وما من حرام إلّا وهو فيها حتى أرش الخدش (٢).
وفي رواية : إن عندنا لصحيفة سبعين ذراعا إملاء رسول الله وخط علي بيده ما من حلال ولا حرام إلّا وهو فيها حتى أرش الخدش (٣).
وعن علي بن رئاب عن أبي عبد الله إنه سئل عن الجامعة ، فقال تلك صحيفة سبعون ذراعا في عريض الأديم مثل فخذ الفالج ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه وليس قضيّة إلّا وهي فيها حتّى أرش الخدش (٤).
وفي بصائر الدرجات أيضا عن أبي بصير عن أبي عبد الله ـ الإمام الصادق ـ قال : سمعته يقول وذكر ابن شبرمة في فتياه فقال : أين هو من الجامعة؟ أملى رسول الله (ص) وخطه علي بيده فيها جميع الحلال والحرام حتى أرش الخدش فيها؟ (٥)
وفي الكافي وبصائر الدرجات ، عن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ضلّ علم ابن شبرمة عند الجامعة ، ملاء رسول الله وخطّ عليّ (ع) بيده إنّ الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال والحرام ، إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا إلّا بعدا ، إنّ دين الله لا يصاب بالقياس! (٦).
هكذا كان أئمة أهل البيت يتبرءون من القول بالرأي ، ويستندون في أقوالهم إلى
__________________
(١) أصول الكافي ج ١ / ٢٣٩ ح ١ ، وبصائر الدرجات ص ١٥١ ـ ١٥٢ ، والوافي ٢ / ١٣٥ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
(٢) بصائر الدرجات ص ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٣) بصائر الدرجات ص ١٤٣.
(٤) بصائر الدرجات ص ١٤٢ وفي ١٤٩ إلى : في عرض الأديم.
علي بن رئاب الطحان الكوفي روى عن الإمام الصادق. قاموس الرجال ٦ / ٤٨٩.
(٥) بصائر الدرجات ص ١٤٦ و ١٤٥ و ١٤٨.
(٦) أصول الكافي ١ / ٥٧ ، ح ١٤ وبصائر الدرجات ص ١٤٦ و ١٤٩ ـ ١٥٠ والوافي ١ / ٥٨. أبو شيبة الأسدي روى عن الإمام الصادق. قاموس الرجال ١٠ / ٩٩.