ما رووه عن رسول الله عن جبريل عن الباري عز اسمه.
امّا ابن شبرمة هذا فهو عبد الله بن شبرمة الضبي الشاعر الكوفي. كان قاضيا لأبي جعفر المنصور على سواد الكوفة (ت : ١٤٤ ه) (١).
كتاب الجفر ومصحف فاطمة
يظهر من بعض الأحاديث أنّه كان لدى الأئمة كتابان من أبيهم الإمام عليّ اسم أحدهما الجامعة فيه أحكام الحلال والحرام ، وآخر يسمونه بالجفر فيه أنباء الحوادث الكائنة.
وكتاب ثالث من أمهم فاطمة بنت رسول الله (ص) يسمّونه مصحف فاطمة ، فيه أنباء من الحوادث الكائنة والكتب الثلاثة كانت بخطّ الإمام عليّ ، وفي ما يلي بيان عنها من أحاديث وردت عن أئمة أهل البيت.
في بصائر الدرجات : عن أبي مريم قال قال لي أبو جعفر (ع) : عندنا الجامعة وهي سبعون ذراعا فيها كلّ شيء حتّى أرش الخدش إملاء رسول الله (ص) وخطّ عليّ (ع) وعندنا الجفر وهو أديم عكاظيّ قد كتب فيه حتّى ملئت أكارعه ، فيه ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة (٢).
وفي بصائر الدرجات : بأكثر من سند عن الإمام الصادق قال : قال أبو عبد الله (ع) لأقوام كانوا يأتونه ويسألونه عمّا خلّف رسول الله (ص) إلى عليّ (ع) وعمّا خلّف علي إلى الحسن : لقد خلّف رسول الله (ص) عندنا ما فيها كل ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش والظفر وخلّفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ... الحديث (٣).
وفيه عن أبان بن عثمان عن علي بن الحسين عن أبي عبد الله ـ الصادق ـ قال : إنّ عبد الله بن الحسن يزعم أنّه ليس عنده من العلم إلّا ما عند الناس ، فقال : صدق والله عبد الله بن الحسن ما عنده من العلم إلّا ما عند الناس ، ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام وعندنا الجفر ، أيدري عبد الله بن الحسن
__________________
(١) الكنى والألقاب ١ / ٣١٣.
(٢) بصائر الدرجات ص ١٦٠. والكراع من كل شيء طرفه.
أبو مريم مولى الإمام الصادق ويروى عنه. قاموس الرجال ١٠ / ١٨٥.
(٣) بصائر الدرجات ص ١٥٦ وأوردت موضع الحاجة من الحديث.