قال فمصحف فاطمة (ع)؟ قال : فسكت طويلا ثم قال : إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوما ـ إلى قوله ـ.
فيحسن عزاءها على أبيها ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ، ومكانه ويخبرها ما يكون بعدها في ذريتها. وكان علي يكتب ذلك ... الحديث (١).
* * *
تواترت الأخبار بأنّ أئمّة أهل البيت ورثوا كتاب الإمام علي (الجامعة) في الأحكام ، والجفر ، ومصحف فاطمة ، وفيها أنباء الحوادث الكائنة ، ويظهر من بعض الأحاديث السابقة والآتية أنّ هذه الكتب كانت في وعاء من جلد ثور يسمّونه بالجفر الأبيض ، وما ورثوه من سلاح رسول الله (ص) كان في وعاء من جلد ثور يسمّونه بالجفر الأحمر :
وعاءان فيهما مواريث الإمامة
في الكافي وبصائر الدرجات : عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : عندي الجفر الأبيض ، قال : قلت فأيّ شيء فيه؟ قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم (ع) ، والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ما أزعم أنّ فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ، وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت : وأيّ شيء في الجفر الأحمر؟ قال : السلاح ... الحديث (٢).
ويقصد الإمام من «وفيه ما يحتاج الناس إلينا ...» إن في الجفر كتاب علي ، وفي كتاب علي ما يحتاج الناس إليه.
وعن أبي حمزة عن أبي عبد الله قال : مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله وإنّما هو شيء ألقي عليها بعد موت أبيها (ص) (٣).
__________________
(١) أصول الكافي ١ / ٢٤١ ح ٥ ، وبصائر الدرجات ص ١٥٣ ، والوافي ٢ / ١٣٥ ، والفالج : الجمل العظيم ذو السنامين.
(٢) أصول الكافي ١ / ٢٤٠ ح ٣ ، وبصائر الدرجات ١٥٠ ـ ١٥١ ، والإرشاد للمفيد ص ٢٥٧ مع اختلاف في اللفظ. الحسين بن أبي العلاء أبو علي الخفاف الأعور ، يروي عن الإمام الصادق ، له كتاب. قاموس الرجال ٣ / ٢٦٢.
(٣) بصائر الدرجات ١٥٩.