وفي رواية : عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن (١)
وإنما يؤكد الإمام في حديث بعد حديث أنّه ليس في مصحف فاطمة قرآن لئلّا يلتبس على الناس لفظ المصحف كما التبس على بعضهم في عصرنا.
وفي بصائر الدرجات : عن علي بن سعيد قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله ـ الإمام الصادق ـ (ع) وعنده أناس من أصحابنا ، فقال له معلّى بن خنيس : جعلت فداك! ما لقيت من الحسن بن الحسن ، ثم قال له الطّيار : جعلت فداك! بينا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمّد بن عبد الله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية ـ إلى أن قال أبو عبد الله ـ.
وأمّا قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب ، وعلم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة من حلال وحرام ، إملاء رسول الله وخطّه عليّ (ع) بيده وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن ، وإنّ عندي خاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولواؤه وعندي الجفر على رغم أنف من رغم (٢).
روي هذا الحديث بسندين أوردنا أتمّهما (٣).
* * *
ما أوردناه في هذا الباب من شرح مصادر العلوم بمدرسة أهل البيت لم يكن من باب حصر مصادر علوم أئمة أهل البيت بها ، بل مصداقا لقاعدة : «إثبات الشيء لا ينفي ما عداه» وقد ورد عن الإمام موسى بن جعفر أنّه قال : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ، ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ولا نبيّ بعد نبيّنا (٤).
شرح الحديث :
ملخص ما ذكره المجلسي (ره) بمرآة العقول : «مبلغ علمنا» أي غايته وكماله أو محلّ بلوغه ومنشؤه. «ماض» ما تعلّق بالأمور الماضية. «غابر» ما تعلّق بالأمور
__________________
(١) بصائر ١٥٤. وأبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية دينار ، له كتاب. روى عن الأئمة علي بن الحسين والباقر والصادق. قاموس الرجال ٢ / ٢٧٠ و ١٠ / ٥٣.
(٢) بصائر الدرجات ١٥٦.
(٣) بصائر الدرجات ص ١٦٠ و ١٦١ وفيها الرواية الموجزة.
(٤) أصول الكافي ١ / ٢٦٤ باب جهات علوم الأئمة ، وشرحه بمرآة العقول ٣ / ١٣٦.