مصادر مدرسة الخلفاء فإنّه لم يرد فيها أن أحدهم ورث عن رسول الله كتابا مثل ما ورد ذلك في حقّ أئمّة أهل البيت بكلّ وضوح وتفصيل وفي ما يلي كيفية تداول أئمة أهل البيت كتب العلم التي ورثوها عن رسول الله (ص).
كيف تداول الأئمة كتب العلم؟
الأئمة علي والحسنان والسجاد والباقر
في بصائر الدرجات : عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد الله ـ الإمام الصادق (ع) ـ قال : إنّ الكتب كانت عند علي (ع) فلمّا سار إلى العراق استودع الكتب أمّ سلمة فلمّا مضى علي كانت عند الحسن ، فلمّا مضى الحسن كانت عند الحسين ، فلمّا مضى الحسين كانت عند علي بن الحسين ، ثم كانت عند أبي ـ الإمام الباقر ـ (١).
وفي بصائر الدرجات ثلاث روايات أخرى اثنتان منها عن أمّ سلمة قالت : إنّ رسول الله استودعها كتابا فسلّمته الإمام عليّا بعد رسول الله ، وثالثة عن ابن عباس أيضا بالمعنى نفسه (٢).
الكافي عن سليم بن قيس ، قال : شهدت وصية أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن (ع) وأشهد على وصيته الحسين ومحمّدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح وقال لابنه الحسن : يا بني؟ أمرني رسول الله (ص) أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إليّ رسول الله ودفع إلى كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ثمّ أقبل على ابنه الحسين ، فقال له : وأمرك رسول الله (ص) أن تدفعها إلى ابنك هذا ثمّ أخذ بيد عليّ بن الحسين ثمّ قال لعليّ بن الحسين : وأمرك رسول الله (ص) أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن علي واقرأه من رسول الله (ص) ومنّي السلام (٣).
قال المؤلّف : ما سلّمه الإمام هنا إلى ابنه الحسن كتاب واحد وهو غير الكتب التي أودعها عند أمّ المؤمنين أمّ سلمة بالمدينة عند هجرته من المدينة ، والتي تسلّمها الإمام الحسن منها عند عودته إلى المدينة.
__________________
(١) بصائر الدرجات ص ١٦٢.
(٢) بصائر الدرجات ص ١٦٣ ح ٤ ، وص ١٦٦ ح ١٦ ، وص ١٦٨ ح ٢٣.
(٣) الكافي والوافي ٢ / ٧٩.