وروي أن عيسى قائد المنصور لما دخل المدينة قال جعفر بن محمّد : أهو هو؟ قيل : من تعنى يا أبا عبد الله؟ قال المتلعب بدمائنا ، أما والله لا يحلأ منها شيء ، يعني محمّدا وإبراهيم (١).
وقال : خرج مع محمّد حمزة بن عبد الله بن محمّد بن عليّ وكان عمّه جعفر ينهاه ، يقول له : هو والله مقتول (٢).
اشتهار إنباء الإمام الصادق (ع) عن نهاية أمر بني الحسن
اشتهر عن الإمام الصادق إنباؤه عن نهاية أمر بني الحسن ، وعرف ذلك القريبون منه والبعيدون عنه ، ولذلك قال الفضيل بن يسار أحد أصحاب الإمام الصادق لمن أخبره بخروج محمّد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن : «ليس أمرهما بشيء!» قال الراوي : فصنعت ذلك مرارا كلّ ذلك يردّ علي مثل هذا الردّ ، قال : قلت : رحمك الله قد أتيتك غير مرّة أخبرك فتقول : ليس أمرهما بشيء ، أفبرأيك تقول هذا؟ قال فقال : لا والله ولكن سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن خرجا قتلا (٣).
ولهذا لمّا أخبر المنصور بهزيمة قائدة في حرب محمّد قال : كلّا ، فاين لعب صبياننا بها على المنابر ومشاورة النساء (٤).
ولمّا خرج إبراهيم بالبصرة وهزم جيش المنصور حتّى دخل أوائلهم الكوفة أمر أبو جعفر المنصور باعداد الإبل والدوابّ على جميع أبواب الكوفة ليهرب عليها (٥).
وجعل يقول : يا ربيع! ويلك فكيف ولم ينلها أبناؤنا فأين إمارة الصبيان (٦) يشير أبو جعفر المنصور في المقامين إلى قول الإمام الصادق «يؤمّروا الصبيان ويشاوروا النساء».
نهاية أمر الأخوين
روى الطبري وأبو الفرج وقال : قتل محمّد عند أحجار الزيت بالمدينة (٧).
__________________
(١) مقاتل الطالبين ص ٢٧٢.
(٢) الطبري ٩ / ٢٣٠ وقد أوردته بإيجاز.
(٣) ترجمة الفضيل بن يسار من اختيار معرفة الرجال للكشي ط. جامعة مشهد ص ٢١٤.
(٤) الطبري ٩ / ٢٢٨ ، ومقاتل الطالبين ص ٢٧٤.
(٥) الطبري ٩ / ٢٥٩ ، ومقاتل الطالبين ص ٣٤٦.
(٦) مقاتل الطالبين ص ٣٤٧ ، وتاريخ ابن الاثير ٥ / ٢٣٠.
(٧) الطبري ٩ / ٢٢٧ ، ومقاتل الطالبين ص ٢٧٢.