وقال بعده ما ملخّصه : إنّ هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص ، وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجالاتهم على طريق الكرامة والكشف الذي يقع لمثلهم من الأولياء ، وكان مكتوبا عند جعفر في جلد ثور صغير ... الى قوله : وكان فيه تفسير القرآن وما في باطنه من غرائب المعاني مرويّة عن جعفر الصادق ... إلى قوله :
ولو صحّ السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه أو من رجال قومه ، فهم أهل الكرامات ، وقد صحّ عنه إنّه كان يحذّر بعض قرابته بوقائع تكون لهم ، فتصحّ ، كما يقول.
وقد حذّر يحيى ابن عمّه زيد من مصرعه وعصاه ، فخرج وقتل بالجوزجان كما هو معروف.
وإذا كانت الكرامة تقع لغيرهم فما ظنّك بهم علما ودينا وآثارا من النبوة ، وعناية من الله بالأصل الكريم تشهد لفروعه الطيبة ، وقد ينقل بين أهل البيت كثير من هذا الكلام غير منسوب إلى احد (١).
واشار إليه ابو العلاء المعرّي (ت : ٤٤٩ ه) في قوله :
لقد عجبوا لأهل البيت لمّا |
|
أتاهم علمهم في مسك جفر |
ومرآة المنجّم وهي صغرى |
|
أرته كلّ عامرة وقفر(٢) |
* * *
رأينا في الأحاديث السابقة رجوع الأئمة إلى كتاب على الجفر ومصحف فاطمة في استعلام الأنباء الكائنة ، ووجدنا الجفر مشهورا في كتب مدرسة الخلفاء ، ومنهم من نقل رجوع الأئمة إليهما ، وفي ما يلي أمثلة من رجوع أئمّة أهل البيت الى كتاب علي المسمّى بالجامعة لبيان أحكام الشرع الإسلامي :
رجوع الأئمة (ع) إلى كتاب عليّ الجامعة
إنّ أول من وجدنا يروى عن كتاب علي مباشرة ؛ لإمام علي بن الحسين ، كما
__________________
(١) المقدمة ١ / ٦٠٠ ـ ٦٠١ ط. دار الكتاب اللبناني سنة ١٩٥٦.
(٢) أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان توفي بمعرة النعمان. ترجمته في الكنى والألقاب ٣ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، والبيان بترجمة عبد المؤمن بن علي القيسي. قم ٣٨١ من وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ / ٤٠٥.