التمتع تأييدا لموقف الخلفاء ، وحجّ المسلمون بلا عمرة وبقى ذلك معمولا به عند بعضهم حتى اليوم.
د ـ قال الله عزوجل : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ).
وسنّ رسول الله (ص) متعة النساء وعمل بها المسلمون على عهده ، ثم اجتهد الخلفاء وحرّموا متعة النساء ، وأصبح اجتهادهم حكما إسلاميا ، ورووا الحديث عن رسول الله (ص) أنه نهى عن متعة النساء وامتنع أتباع مدرسة الخلفاء عن متعة النساء حتى اليوم.
ه ـ قال الله عزوجل : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) وجعل مكّة وحواليها حرما آمنا.
وسنّ رسوله ذلك وحدّد حدود حرم الله ، ثم اجتهد الخلفاء ، فاستباحوا حرمة الكعبة ورموها بالمنجنيق.
و ـ قال الله عزوجل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
وقال رسول الله (ص) الكثير في الوصية بأهل بيته ، ثم اجتهد الخلفاء ، فقتلوا سبط الرسول (ص) وأهل بيته وسبوا نساءه.
إلى الكثير مما قال الله ورسوله (ص) واجتهد الخلفاء وسنّوا خلافه ، وأصبح اجتهادهم في بعضها حكما إسلاميا اتّبعه المسلمون من أتباع مدرسة الخلفاء ، وما أوردنا من ذلك كان على سبيل المثال وليس الحصر فإن لهم اجتهادات أخرى أيضا مثلها مما سمّاها المؤرّخون بالأوّليات ، فقد قال السيوطي ـ مثلا ـ في ذكر أوليات عمر من تاريخه : هو أوّل من سنّ قيام شهر رمضان ، أي سنّ الجماعة في نافلة شهر رمضان ويسمّى صلاة التراويح (١) ، وأوّل من حرّم المتعة ، وأوّل من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات (٢) ، وأوّل من أعال الفرائض (٣).
وقال في أوّليّات عثمان : هو أوّل من أقطع القطائع ـ مثل فدك أقطعها لمروان ـ وأوّل من حمى الحمى ـ مثل الربذة حماها لنفسه ـ.
__________________
(١) راجع صحيح البخاري باب فضل من قام رمضان من كتاب الصيام ، ومسلم باب الترغيب في قيام رمضان ، وطبقات ابن سعد ط. ليدن ٣ ق ١ / ٢٠٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٤٠ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٣٢ ، وابن الأثير ٣ / ٢٣.
(٢) راجع مسند أحمد ٤ / ٣٧٠ ، و ٥ / ٤٠٦ ، وتاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٣.
(٣) راجع تفصيل قول ابن عباس في مستدرك الحاكم ٤ / ٣٣٩.